قالت مصادر عراقية وتركية إن مسلحين سيطروا أمس، على القنصلية التركية في مدينة الموصل بشمال العراق، واختطفوا 48 شخصا يعملون فيها من بينهم القنصل التركي في المدينة. وأكد رئيس مجلس محافظة نينوى اختطاف القنصل التركي في الموصل وعدد آخر من طاقم القنصلية، فيما قال مسؤول حكومي تركي إن من بين المختطفين إضافة إلى القنصل، طاقم السفارة وعناصر فرق العمليات الخاصة وثلاثة أطفال. وقبل ذلك، سيطر مقاتلو داعش عصر أمس، على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس الراحل، صدام حسين، مركز محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، بالإضافة إلى إحكام قبضتهم على قضاء بيجي بما في ذلك مصافي نفط الشمال، بالتزامن مع السيطرة على مدينة العظم بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، وفي وقت دعا وزير الخارجية العراقي إلى التعاون لطرد المسلحين، بادر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر للدعوة إلى التنسيق مع حكومة نوري المالكي لتشكيل مجموعات لحماية "المقدسات". ودعا المالكي لمواجهة المجموعات المسلحة، وقال في كلمة بثت على التلفزيون إن بغداد "ستبني جيشا من المتطوعين إلى الجيش النظامي" لسحق من وصفهم بالأوباش. وطالب القيادات العسكرية بإعادة تجميع الصفوف لمواجهة "الإرهابيين" وعدم الاستسلام للواقع. وأعلنت مصادر أمنية عراقية اليوم أن مسلحين دخلوا مدينة بيجي التي توجد فيها أكبر مصفاة نفطية في العراق، وأشعلوا النار في محكمة ومركز للشرطة. وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظاتالعراقية بالمنتجات النفطية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية القصوى 720 ألف برميل يومياً. وأضافت المصادر أن حوالي 250 حارسا في مصفاة بيجي وافقوا على الانسحاب إلى مدينة أخرى بعد أن أرسل المسلحون لهم وفدا من شيوخ عشائر محلية لإقناعهم بالانسحاب. ومن جهته، أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس، أن بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لطرد المسلحين من الموصل. وقال على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بالعاصمة اليونانية أثينا إن الطرفين سيتعاونان لطرد المقاتلين الأجانب، داعيا كل العراقيين لتوحيد صفوفهم لمواجهة ما سماه بالخطر الجسيم الذي يتهدد البلاد. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من نصف مليون عراقي فروا من منازلهم في الموصل بسبب المعارك والقصف المتواصل الذي تشهده المدينة منذ نحو أسبوع. وقد توافدت آلاف من العائلات العراقية إلى مدن إقليم كردستان العراق هرباً من معارك عنيفة شهدتها محافظة نينوى. وقد ألقى محافظ نينوى أثيل النجيفي في مؤتمر صحافي في أربيل اليوم اللوم على القيادات العسكرية، متهما إياها بترك ساحة المعركة، ومشيرا أيضا إلى وجود تنظيمات مسلحة أخرى في الموصل إلى جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام. وطالب بمحاكمة القيادات العسكرية التي فرت وتركت مكانها للمسلحين، وقال إن انهيار تلك القيادات جاء بعد "أن أسمعونا الكثير من الأكاذيب" التي لا أساس لها.