تسعى مجموعة من "الحركى" الجزائريين المقيمين بفرنسا بالتنسيق مع بعض الأحزاب المتطرفة إلى محاولة التعبئة للحيلولة دون حضور العسكريين الجزائريين المتوجهين للمشاركة في العيد الوطني لفرنسا المقام في 14 جويلية من كل عام. ووقّع الخميس الماضي ثلاثة نواب فرنسيين بيانا صحافيا يستهجن مشاركة قوات عسكرية جزائرية خاصة في الاستعراض العسكري المقرر في 14 جويلية المقبل، وذلك في الاحتفاليات التي تعتزم فرنسا تنظيمها في 14 جويلية المقبل تخليدا لذكرى المحاربين القدامى بمناسبة مئوية الحرب العالمية الأولى. حيث دعا هؤلاء، ويتعلق الأمر بجيلبار كولار ولويس أليو ومحمد بليبو والأخير رئيس جمعية "فرنسا - الحركى"، إلى تشكيل لجنة "لا لاستعراض القوات الجزائرية في 14 جويلية" تضم الحركى وقدماء المحاربين ومنظمات فرنسية دعوا من خلالها إلى تنظيم احتجاجات تعبر عن رفضهم "حضور" الجزائر في الاحتفالية، حيث لم يستسغ النواب الفرنسيون الدعوة الموجهّة إلى الجزائر، معتبرين أن إقدام فرنسا على توجيهها لهذه الدعوة تكون بذلك قد "خانت ذاكرة مواطنيها" وأن "حضور القوات الجزائرية الاستعراض العسكري يطرح "مشكلا سياسيا وأخلاقيا" بل ويشكّل "استفزازا واستصغارا لكل الذين سقطوا في المعارك أو فٌقِدوا أو تعرضوا لعاهات حسب ما جاء في تصريحات "الحركى" وحزب الجبهة الوطنية اليمين المتطرف بفرنسا. وعبّر النواب الفرنسيون أن امتعاضهم لمشاركة الجيش الجزائري في الاستعراضات المخلدة لمئوية الحرب العالمية الأولى، بالنظر إلى كونه لأنه "سليل جبهة التحرير" التي ارتكبت حسب البيان "جرائم ضد المئات من الفرنسيين دون أن تقدم اعتذارا". وأضاف البيان أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سبق له أن صرّح في البرلمان عام 2000 قام في خطاب له بوصف الحركى ب«العملاء" وهو الوصف الذي استهجنه النواب واعتبروا أنه "حاقد" ويمس كرامة هؤلاء "الحركى". وتأتي مشاركة الجزائر لأول مرة منذ الاستقلال في هذه الاحتفالية، غداة الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأسبوع المقبل إلى الجزائر، الذي سبقه وزير الدفاع الفرنسي الذي جاء أيضا في زيارة رسمية إلى الجزائر.