يشتكي سكان حي ''صحراوي'' التابع إقليميا إلى بلدية الأربعاء الواقعة شرق ولاية البليدة، والذي لا يبعد عن مقر البلدية إلا ب 3 كيلومترات فقط، من غياب أدنى شروط التنمية المحلية التي لم تعرف لها طريقا لهذا الحي الذي مايزال يتخبط في مشاكل جمة على رأسها حالة الطرقات التي أصبحت لا تصلح لسير الدواب ناهيك عن البشر، حيث تتحول الطرقات إلى برك مائية كبيرة مملوءة بالوحل والطين لا تستثني أي جهة من الحي. والذي يدفع ثمنها الصغار قبل الكبار، لتتحول إلى سحب من الغبار المتطاير عند حلول الصيف، ما أدى إلى ظهور عدة أمراض على غرار الحساسية والأمراض الجلدية. وما زاد الطين بلة، هو الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، والذي يتحمل تبعاته الصغار الذين يعيشون يوميات البحث عن الماء حاملين مختلف أنواع القارورات والأوعية والبراميل البلاستيكية ليصنعوا مشهدا آخر من مشاهد المعاناة التي أصبحت صورة نمطية باتت ملازمة لحي صحراوي، حيث فقدت حنفيات الحي هذه المادة الحيوية وإن وجدت فإنها تأتي عبر شبكات قديمة أساسها مادة ''الأميونت'' التي أكدت العديد من الدراسات أنها من بين المسببات المباشرة لظهور الأورام السرطانية لدى المستهلكين. ناهيك عن الأعطاب الكثيرة التي تصيب تلك الشبكة، كما يشتكي سكان الحي من انعدام الإنارة العمومية التي تنتظر من يبعث فيها الحياة، فالأعمدة الكهربائية موجودة إلا أن المصابيح كلها متلفة إما بعامل إنساني أوبفعل التقادم، وفي انتظار تزويد هذا الحي بشبكة غاز المدينة حتى يتخلص السكان من عبء قارورات غاز البوتان التي أثقلت كاهلهم وأعيت جيوبهم، يبقى صغار الحي بدورهم في انتظار مساحات خضراء ومساحات للعب على غرار أترابهم في الأحياء الأخرى.