* هاجس ارتفاع أسعار اللحوم يدفع بالمواطنين إلى "الحج" نحو الأسواق استقبل سكان عاصمة الهضاب العليا وكغيرهم من باقي الولايات ضيف يحل علينا في كل سنة وهو شهر رمضان الفضيل، حيث استعدت له العائلات السطايفية على غرار كل الجزائريين، لصيامه في أحسن الظروف المادية المتمثلة في توفير لوازم هذا الشهر والمعنوية في فتح صفحة جديدة مع الخالق رغبة في التقرب منه والتكفير عن الذنوب وذلك بتقوية صلة الرحم وتدعيم أواصر التكافل الاجتماعي وكذا الصدقات، حيث لا يختلف اثنان على أن شهر رمضان فرصة لخلق جو عائلي مميز. وعرفت كل الأسواق والمحلات التجارية بولاية سطيف في الأيام القليلة السابقة حركة دؤوبة واستثنائية استعداد لاستقبال هذا الشهر الفضيل، حيث تعكف عائلات هذه الولايات على التحضير لاستقبال شهر الرحمة بتوفير مجموعة من المستلزمات والتي تستعمل بشكل يومية على المائدة السطايفية على غرار التوابل التي تحرص فيها امرأة الشرق على اقتنائها بعناية فائقة كالكسبر، حبة حلاوة وغيرها من الباهرات التي تجعل من مطبخ رمضان مميزا، يضاف إليها الفريك الذي يستعمل في الشربة والتي تمثل يوميا الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار التي تتنافس العائلات في تزيينها بمختلف الأطباق والأكلات والتي تجعل من رمضان شهرا للخير والبركة وشهرا للمائدات الملونة بأحلى وأشهى الأطباق ولكن قد تتحكم المواد لاستهلاكية أحيانا كثيرة في ثراء وتنوع المائدة خاصة مع عادة قديمة جديدة وهي احتكار الباعة للمنتجات الاستهلاكية، وبالتالي ارتفاع أسعارها وهو ما يخلق عسرا ماليا لدى بعض العائلات خاصة المحدودوة الدخل. وفي جولة استطلاعية قادت "البلاد" إلى مختلف الأسواق خاصة الشعبية منها المتواجدة بولاية سطيف على غرار سوق ماليزيا و سوق 1014 بسطيف الذي يشتهر ببيعه كل لوازم المطبخ من خضر وفواكه مرورا بالتوابل وصولا إلى المواد الاستهلاكية العامة وانتهاء إلى اللحوم بأنواعها، حيث تشهد هذه الأسواق يوميا حركة استثنائية حيث دخلت العائلات والتجار على حد سواء في سباق مع الزمن لتوفير كل لوازم هذا الشهر، وخلال حديثا مع بعض العائلات التي عبرت عن سعادتها بقدوم شهر رمضان الفضيل متمنية انخفاض الأسعار خاصة خلال هذه الأيام الأولى من دخوله، والتي رصدت فيها جريدتنا في الأيام الاولى إشهار التجار سيف الحجاج في وجه العائلات برفع أسعار المواد الغذائية، كما التقينا بعض العائلات المغتربة التي تتواجد لأول مرة في شهر رمضان والتي اغتنمت فرصة تواجدنا هناك لتنقل لنا مدى تفاجئها بالجو المميز الذي تشهده ولاية سطيف في شهر رمضان الفضيل، قائلة إن هذا الجو حفزنا على تمديد عطلتنا بالجزائر وصيام الشهر الفضيل هنا لأنه وبكل بساطة لأنها محرومة من هذه النكهة في الدول الغربية. موجة ارتفاع جديدة لأسعار الخضر والفواكه والمواطن هو الضحية سجلت "البلاد" خلال جولتها في العديد من الأسواق كسوقي ماليزيابسطيف وسوق 1014 وهي الأسواق التي تشتهر بوفرة المنتوج وانخفاض الأسعار مقارنة مع الأسواق الأخرى، لكننا وجدنا أنها أصبحت تعرف ارتفاعا محسوسا في الخضر والفواكه حيث وصل سعر الفلفل إلى 100 دج بعدما كان سعره لا يتجاوز 30 دج للكيلوغرام قبل أيام قليلة من حلول هذا الشهر، وهذا رغم وفرة كميتها وعدم استقطابها من الأسواق المجاورة. فسعر الطماطم تجاوز 80 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كان سعرها لا يتجاوز 25 دج، الخس هو الآخر سجل رقما قياسيا بسبب كثرة الطلب عليه والذي وصل سعره إلى 70 دج. من جهة أسعار الفواكه حتى هي الأخرى سجلت ارتفاعا في أسعارها كفاكهة التفاح المحلي الذي وصل سعره إلى 120 دج بعدما كان سعره لا يتجاوز 70 دج. أما التفاح المستورد فقد وصل سعره إلى 200 دج، كما عرفت فاكهة الموز ارتفاعا محسوسا حيث بلغ سعر الكيلو الواحد منها 150 دج، أما فاكهة البطيخ الأحمر والمعروفة عندنا بما يسمى ب "الدلاع" و"البطيخ" فحدث ولا حرج، حيث يكفي أن تنظر إلى البطاقات التي تكتب فيها سعر هاتين الفاكهتين لتقرر عدم شرائها لسبب واحد ووحيد وهو الارتفاع الفاحش في سعرها، وهكذا يستمر الباعة في التلاعب بأسعار الخضر والفواكه وتستمر الجهات المعنية في مراقبة الأسعار بغض الطرف، وبهذا يكون المواطن هو الضحية الأولى والأخيرة لجشع التجار وإهمال بعض المصالح التجارية لدورها خاصة في هذا الشهر. أسواق اللحوم الحمراء والبيضاء "لا ترحم" تشهد محلات بيع اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء بولايتي سطيف إقبالا منقطع النظير للمواطنين من أجل اقتناء هذه المادة الحيوية في رمضان، خاصة في طبق شوربة الفريك والتي تعتبر الطبق الرئيسي للعائلتين، وخلال لقائنا ببعض المواطنين الذي أجمعوا على أن مادة اللحم ضرورية في رمضان وهذا رغم عدم استقرار أسعارها التي تتراوح بين 800 دج للحم الماعز الخالي من الكوليسترول و1200 دج للكيلو غرام الواحد من لحم الخروف وحتى لحم الدجاج قد فاق سعره هو الآخر ال 320 دج وهو الارتفاع غير المسبوق في أسواق اللحوم، خاصة وأن هذا الانقلاب سجل بين عشية وضحاها وإن كان حال العائلات التي فضلت شراء خروف أو شاة ونحرها تجنبا لزيارة أسواق اللحوم في الأيام الأولى من رمضان فإن أصحاب الدخل المحدود كانوا أكثر تضررا من جنون أسعار اللحوم البيضاء والحمراء، وأمام هذا الارتفاع الفاحش للأسعار يبقى المواطن هو الضحية الأولى بحيث فتح هذا الارتفاع وهذا التهافت الباب على مصراعيه للباعة غير القانونيين إلى رفع الأسعار ووجود فرصتهم. ويبقى المواطن الفقير بين المطرقة والسندان ولا يعرف ماذا يشتري وماذا يترك فهل سيبقى الأمر على حاله أم أنه سيختفي بمرور الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل.