طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل لجنة تحقيق دولية في استشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير، الذي أحرقه مستوطنون حياً قبل أيام في بلدة شعفاط في مدينة القدسالمحتلة. وأوضح الرئيس الفلسطيني لدى استقباله المبعوث الأممي لعملية السلام في رام الله "طلبت من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل لجنة تحقيق دولية في الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وأهمها جريمة حرق الطفل محمد أبو خضير، وقتل 16 مواطنا آخرين بينهم نساء وأطفال". وألمح عباس إلى إمكانية انضمام الفلسطينيين لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة الإسرائيليين على "الجرائم الإرهابية بحق شعبنا". وقال "إذا كنتم تخشون المحاكم الدولية أوقفوا قتل أبناء الشعب الفلسطيني". وطالب الرئيس عباس المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن إرهاب الجماعات الاستيطانية ارتفع بنسبة 41% خلال النصف الأول من العام 2014، وأن الحكومة الإسرائيلية ترفض ملاحقة هذه المجموعات وخاصة مجموعة "تدفيع الثمن"، مضيفا "إذا كانت إسرائيل تريد سلاما، يجب أن تعتبر هذه الجماعة جماعة إرهابية وتلاحقها". وتأتي كلمات عباس هذه فيما ألقت إسرائيل القبض على 6 أشخاص يشتبه بأنهم خطفوا الطفل المقدسي وأحرقوه حيا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الشرطة الإسرائيلية "تم اعتقال 6 أشخاص يشتبه بأنهم نفذوا العملية على خلفية قومية". وبعد قتل أبو خضير اشتعلت الأراضي الفلسطينية غضبا ووقعت مواجهات مع شرطة الاحتلال والجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة، كانت أشدها قوة في مدينة القدس. وأحرق الفتى أبو خضير حيا، وفق تقرير صدر عن النائب العام الفلسطيني، ويأتي مقتله بعد أيام من إعلان إسرائيل عن العثور على جثث 3 مستوطنين كانت آثارهم اختفت جنوبالضفة الغربية. من ناحية أخرى، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الفتى طارق أبو خضير "15 عاما" -وهو من أقارب الشهيد محمد أبو خضير- وقالت أسرة طارق إنه تعرض للضرب المبرح من الشرطة أثناء احتجاج يوم الخميس في القدس الشرقية. وقال نادي الأسير الفلسطيني إن سلطات الاحتلال قررت إبعاد أبو خضير عن منزله لمدة 15 يوما إلى بيت حنينا مقابل الإفراج عنه، علما أن الفتى من سكان شعفاط. وبين محامي نادي الأسير مفيد الحاج أنه وإضافة إلى قرار الإبعاد قرر الاحتلال حبسه منزليا لمدة تسعة أيام. وأوضح النادي إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت في اليومين الماضيين ستين شابا خلال المواجهات التي دارت في عدة قرى داخل الخط الأخضر، في حين واصلت طائرات جيش الاحتلال قصف قطاع غزة مسقطة العديد من الجرحى.