اعتراف جديد جاء من قلب أوروبا، وتحديداً من ألمانيا التي توج منتخبها باللقب المونديالي الرابع في تاريخه والحادي عشر في تاريخ القارة العجوز، ويتضمن الاعتراف الألماني "مدحاً ضمنياً" للمنتخب العربي الجزائري حتى إن لم يكن مقصوداً. أكدت صحيفة "بيلد" الألمانية في تحليلها لمسيرة الوصول إلى لقب المونديال أن مباراة الجزائر مع ألمانيا، وما شهدته من تألق لافت للمنتخب العربي، إلى حد تهديد نظيره الألماني بالاقصاء من دور ال 16 للمونديال، كانت نقطة التحول الأهم للمانشافت في البطولة. فقد دفعت المباراة المشار إليها يواكيم لوف المدير الفني للماكينات إلى تغيير أفكاره وخططه، وعلى رأسها إعادة القائد فيليب لام إلى مركزه الأصلي كمدافع أيمن، مع الدفع بالثلاثي القوي باسيتيان شفاينشتايغر، وسامي خضيرة، وتوني كروس في منتصف الملعب كعناصر أساسية في كافة المباريات من دور الثمانية حتى النهائي، ولكن إصابة خضيرة قبل دقائق من بدء المباراة النهائية أمام الأرجنتين دفعه للاستعانة بكرامر. وكان المنتخب الجزائري قد تمكن من إحراج ألمانيا في دور ال16، وقدم مستويات رائعة، حظيت باحترام الاعلام العالمي، وانتهت المباراة بفوز ألماني بشق الأنفس في الشوطين الإضافيين بهدفين لهدف لمصلحة ممثل العرب في المونديال البرازيلي. وفي رصدها بقية عناصر ودوافع التتويج الألماني باللقب، أشارت الصحيفة الألمانية إلى أن قوة شخصية اللاعبين، وعدم استسلامهم للغرور عقب الفوز برباعية على "برتغال رونالدو"، وكذلك الفوز الساحق على البرازيل بسباعية، كان من أهم أسباب استكمال المسيرة والفوز باللقب، أما عن الأسباب طويلة الأمد، والتي لا ترتبط بتفاصيل الأداء في البطولة ذاتها، فانها تتمثل في الإبقاء على لوف لمدة 8 سنوات كاملة، لم تشهد تتويج الألمان بأي لقب، ولكن الإصرار على تجديد الثقة في لوف كان له مفعول السحر في الفوز بكأس العالم، على الرغم من تأخر الحصاد. بدوره رفض لوف الاعتراف بالتأثير الإيجابي للمدرب بيب غوارديولا المدير الفني للباريرن على أداء المنتخب الألماني، على إعتبار أن غالبية التشكيلة الألمانية "بافارية"، كما أن الألمان تصدروا قائمة المنتخبات الأكثر تمريراً في البطولة، وهي بصمة واضحة للمدرب الاسباني، ولكن لوف أكد أن استراتيجية العمل طريقة الأداء والفكر الكروي في المنتخب الألماني لا علاقة له بمدربي الأندية. سالم شرقي من دبي: ايلاف