علمت ''البلاد'' من مصادر خاصة أنه تم تخفيض الاعتماد المالي المخصص لبرنامج ''فرسان القرآن'' من 13 مليار سنتيم إلى 9 ملايير بعد مراجعته من طرف مديرية الإنتاج على مستوى التلفزيون الجزائري، وهو ما يمثل ضعفي الميزانية التي خصصت لإنتاج التصفيات والحلقات المباشرة للطبعات السابقة، في الوقت الذي طرحت فيه مصادرنا تساؤلات عن الجوائز التي ستخصص لطبعة العام الجاري التي لم يعلن عنها إلى غاية. الآن ماعدا ما تسرب حول اعتزام القائمين على المسابقة القرآنية تتويج ثلاثة فرسان ذكور وثلاث فارسات إناث دفعة واحدة دون أن يكون هناك لقب لفارس واحد يمثل ''فارس القرآن'' في الجزائر كما كان معمولا به في الطبعتين السابقتين، وذلك بعدما خصصت الطبعة الثالثة للذكور والإناث وتم لحد الآن اختيار 48 بنتا و48 شابا من مختلف ولايات البلاد، ويضاف إلى هؤلاء 48 مرافقا لكل مرشحة، باعتبار أن كل مرشحة ''ملزمة شرعا بمرافقة محرم''، ليتم في الأخير انتقاء 12 شابا و12 بنتا بمرافقة 12 محرم ممن سيتأهلن للتصفيات النهائية خلال شهر رمضان المقبل. من ناحية أخرى، نقلت مصادرنا ''غضب'' بعض المشاركين في الطبعة الثالثة مما وصفوه ب''الإقصاء'' و''الجهوية'' وذلك بعد ''تمكين'' متنافس من ولاية الشلف من المشاركة في الطبعة الثالثة رغم تأهله للمربع الذهبي في الطبعة الأولى وتتويجه بجائزة قيمتها 100 مليون سنتيم، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أيضا لمتنافس من العاصمة سبق له المشاركة في الطبعة الثانية وحصل بعد إقصائه على عمرة مدفوعة التكاليف. من ناحية أخرى، شرع التلفزيون الجزائري منذ أسبوع في بث تصفيات برنامج ''فرسان القرآن'' التي تم تسجيلها عبر التراب الوطني، رغم أن هذا البرنامج ارتبط تصميمه الأصلي بشهر رمضان في نسختيه السابقتين حيث كان الهدف منه هو ''تزيين الشاشة الجزائرية'' طوال الشهر الفضيل بتلاوات الشباب الموهوبين. كما يتم برمجة التصفيات على قناة ''القرآن الكريم'' والقنوات الأخرى مساء كل يوم بين السادسة والنصف والسابعة والنصف مساء مما لايمكن المشاهدين من متابعته، كما يبرز هذا بوضوح بصمة فريق ''ألحان وشباب'' الذي أسندت إليه مهمة إنتاج البرنامج؛ وتبدو هذه البصمة واضحة أكثر من خلال قص كل تعليقات وملاحظات أعضاء لجان التحكيم أثناء المسابقة في عملية التركيب، حيث يقتصر التدخل على واحد منهم يذكر اسم المتنافس في البداية ثم يقول له ''حسبك'' في النهاية، ولا يظهر أي تعليق عن الأخطاء التي وقع فيها المتنافس والتي كان المشاهدون يستفيدون منها لتعلم أحكام التجويد والانتباه إلى أخطاء المتسابقين؛ وبالتالي معرفة سبب إقصائهم أو تأهلهم، حيث يتم في آخر كل حلقة الإعلان عن اسم الفائز والفائزة في مقطعين متتاليين دون أي رابط. وفي السياق ذاته، انتقدت مصادرنا عملية تركيب البرنامج التي تتم دون مراعاة آداب تلاوة القرآن الكريم، حيث يبدأ المتسابق الأول التلاوة أحيانا دون الاستعاذة والبسملة، بينما يشرع البقية في التلاوة بمجرد ذكر أسمائهم ثم يتم قص تلاوة المتسابقين في أي موضع دون مراعاة الإخلال بالمعنى الذي تنتهي فيه الآية التي يتوقف عندها، ويضاف إلى كل هذا، حسب مصادرنا، إزاحة شعار البرنامج بصوت الطفل الصغير الذي يتلو الآية الكريمة ''ورتل القرآن ترتيلا'' بحيث صار الإعلان عن التصفيات أشبه ب''إعلانات الحملة ذات المنفعة العامة'' التي تكون مصحوبة بموسيقى رديئة، إضافة إلى الاستغناء عن أنشودة ''الجينريك'' المعبرة واستبدالها بأنشودة أخرى لا يذكر فيها اسم البرنامج ولا الهدف منه.