نزل أمس بمطار هواري بومدين الدولي أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في زيارة رسمية إلى الجزائر تدوم يوما واحدا، حيث وجد في استقباله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، رفقة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، وكذا عدد من المسؤولين في الدولة. وتهدف هذه الزيارة، التي تعد الثانية من نوعها خلال هذا العام للأمير القطري، إلى تشاور قادة البلدين على عدد من القضايا الإقليمية والدولية التي تخص المنطقة العربية، وكذا بحث تطورات الأوضاع العربية، خصوصا ما تعلق منها بالقضية الفلسطينية ومستجدات مسار عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقد أجرى القائدان في اليوم ذاته محادثات بإقامة الدولة بحضور عدد من المسؤولين السامين في كلا البلدين. ويرى كثير من المراقبين أن زيارة الأمير القطري إلى الجزائر قادما من لبنان، حيث تم عقد قمة مصغرة جمعت، بالإضافة إلى قطر، الرئيس السوري والملك السعودي، جاءت بهدف إطلاع الجانب الجزائري على ما تم الوصول إليه وكذا نقله تطورات الأوضاع بالمنطقة، خصوصا بعد إصدار ''القرار الظني'' وما تركه من حساسيات سياسية لدى الأطراف اللبنانية، إذ تعتبر الجزائر، التي كانت واحدة من الدول العربية القلائل التي وقفت إلى جانب الصف اللبناني عبر جميع المشاكل الأمنية التي عصفت بالبلاد، المسألة اللبنانية من الأولويات في سلم القضايا العربية. من جانب آخر، ترمي هذه الزيارة إلى البحث عن السبل المثلى للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى أعلى مستوياتها، خصوصا بعدما شهدته العلاقات الجزائرية القطرية من قفزة نوعية شملت عدة مجالات، خصوصا ما تعلق منها بموقف البلدين السياسية تجاه الوضع العربي، إذ كثيرا ما توافقت مواقف البلدين في المؤتمرات والاجتماعات العربية كان آخرها وجهة نظر البلدين بخصوص الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، حيث شارك الرئيس الجزائري شخصيا في قمة الدوحة الطارئة، كما أن السلطات الجزائرية تنظر بعين الرضا للدور القطري في تلك الأزمة، بالإضافة إلى تشكيل اللجنة الجزائرية القطرية الهادف إلى دفع العلاقات الاقتصادية إلى مزيد من التطور والتقدم بين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن الدبلوماسية القطرية، ورغم حجم الدولة الصغير، فقد عرفت استفاقة قوية على مستوى الساحة العربية، ضاربة لشقيقتها المصرية أروع الأمثلة في التعامل مع القضايا العربية على غرار القضية الفلسطينية واللبنانية بطريقة حكيمة. وكان الرئيس اليمني بحر هذا الأسبوع قد طلب خدمات الدبلوماسية القطرية، نظرا للسمعة الطيبة التي صارت تحظى بها لدى العرب، في وضع حد للتوتر الذي تشهده اليمن.