أخلاق رمضانية العفو عند المقدرة العفو عند المقدرة خلق نبوي نحتاجه في عصرنا هذا لأن الناس دائما يطالبون بحقوقهم بطريقة قد تبدو فجة وبل وقد تتجاوز حقوقهم وبل وكثيرا ما تكون ردود فعل الناس تتجاوز بما حاق بهم من أذى بشكل يتطلب معه ان تسود قيمة العفو عمن أخطا ويا حبذا لو اقترن هذا العفو مع المقدرة وهو خلق كان يطوق أخلاق الأنبياء ومنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما عفا عن مشركي مكة ونبي اليوسف عندما عفا عن إخوته . وتضرب سورة يوسف أكبر مثال للعفو عن المقدرة عندما استخدمه سيدنا يوسف صاحب السلطات الواسعة تجاه إخوته الذين ارتكبوا جريمة نكراء عبر العصور جريمة خطف الأطفال جريمة تعريض النفس البشرية للموت جريمة حرمان الأسرة من ابن لها جريمة الكذب الذي كذبوه على أبيهم يعقوب جرائم كثيرة في حادثة اختطاف سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لكنه وهو في سدة الملك وصاحب سلطة قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . *ما هو العفو عند المقدرة ؟ ومن البديهي الإشارة الي وجود تلازم بين العفو والصفح فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ خلق أمرنا الله سبحانه وتعالى به ولكن هناك أناس يتشبثون بإشفاء الصدر من الغيظ وربنا سبحانه وتعالى يقول: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وفي كثير من الأحوال وفى مناطق كثيرة نذهب للصلح بين الناس الحقيقية أن كثيراً منهم يستجيب ويعفو ويصفح ويمتثل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ما من جَرْعَة أعظم أجرًا عند الله مِن جَرْعَةِ غَيْظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله يعنى يوجد عندي غيظ ولكن قال: لا تغضبْ ولَكَ الجنَّةُ يرد الغضب على القلب لكن لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ . بل ان سيدنا يوسف قد ضرب أعظم الأمثلة عندما قال: قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ هذا يولد خير أخواته اعترفوا بالذنب أولاً ثم تابوا من الذنب ثانياً ثم اعتذروا عن الذنب ثالثاً ثم أقلعوا عن الذنب وحسنت توبتهم حتى قيل أنهم هم الأسباط الذين جاءوا بعد ذلك في قصة سيدنا موسى ومن ثم فالعفو عند المقدرة أمر مهم هو في الحقيقة العفو مطلقا سواء كانت عندك سلطة ومقدرة لاستيفاء حقك أو لم يكن عندك ذلك وبعض الناس يقول أنا سأتمادى في رفع الخصومة والقضية إلى القاضي حتى إذا ما حكم عفوت حتى يعلم أنه عفو عند المقدرة. ومن الثابت أن هناك أمور في الشريعة السنة فيها خير من الفرض منها: أن تعفو حتى لو لم تكن قادراً لكن أن تعفو وأنت قادر هذا شأنه عظيم أعظم منه أن تعفو وأنت غير قادر لأنه عفو من القلب وليس عفو فيه منّة وتفضل على من أساء إليك.