معارك عنيفة في اللاذقية وطرطوس سوريا تشتعل في عزّ رمضان بدأت قوات من الجيش السوري صباح أمس الجمعة الانتشار داخل مدينتي اللاذقية وطرطوس تزامناً مع استمرار الاشتباكات مع فلول مسلحة من النظام السابق في عدة مواقع بالمنطقتين وسقوط قتلى وجرحى من كلا الطرفين. يأتي ذلك فيما استمر وصول التعزيزات العسكرية التي تضم آليات ثقيلة تابعة لوزارة الدفاع من محافظات أخرى. ق.د/وكالات تعرضت أرتال الجيش السوري القادمة من إدلب وحلب لهجمات من مسلحين تابعين لفلول النظام عند منطقتي المختار والزوبارية على طريق حلب - اللاذقية واستمرت الاشتباكات لساعات طويلة خلال الليلة الماضية وحتى فجرالخميس مع أنباء عن سقوط قتلى وجرحى. ولا يزال الطريق الدولي اللاذقية - حلب مغلقاً نتيجة هذه الاشتباكات كما تواصل عناصر من النظام السابق إغلاق طريق طرطوس - اللاذقية من خلال سيطرتها على عدة مناطق على طول الطريق الدولي وسط استمرار الاشتباكات مع التعزيزات الحكومية. وفي مدينة اللاذقية استعاد الجيش السوري السيطرة على الكلية البحرية بعد اشتباكات مع فلول النظام وانتشرت قواته في ساحة الأزهري بعد اشتباكات استمرت لساعات طويلة فيما تُسمع أصوات اشتباكات متقطعة في حي دمسرخو ومناطق مجاورة. وبالانتقال إلى مدينة جبلة جنوب اللاذقية يواصل مسلحون من فلول النظام الانتشار عند مدخل المدينة الشمالي وعند قاعدة حميميم الروسية وعند المدخلين الشرقي والجنوبي للمدينة حيث قُتل شابان من مدينة جبلة بطلقات قناص في حي القميرة جنوبالمدينة كما أُصيب شاب آخر عند المتحلق الجنوبي وسط اشتباكات متقطعة فيما لم يُسجل وصول أي تعزيزات عسكرية للجيش السوري إلى المدينة. وفي مدينة القرداحة بريف اللاذقية مسقط رأس بشار الأسد انتشر عناصر من فلول النظام السابق في المنطقة وأسروا ما لا يقل عن عشرة عناصر من قوى الأمن الداخلي كما انتشر مسلحون محليون في قرى القرداحة والصلنفة وريف الحفة بريف اللاذقية. وبالانتقال إلى محافظة طرطوس جنوب اللاذقية قُتل عشرة عناصر من الجيش السوري في هجوم مسلح استهدف رتلاً عسكرياً لقوات الجيش السوري على طريق حمص طرطوس. كما اندلعت اشتباكات عنيفة في أطراف مدينة طرطوس وفي ريف المدينة وسمع دوي انفجارات عنيفة هزت أرجاء المنطقة. ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) صباح أمس الجمعة عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام دعوته إلى الالتزام بحظر التجول في مدن اللاذقية وطرطوس وأكد أن قوات الأمن العام بدأت عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة. وقال القيادي إن عمليات التمشيط سوف تستهدف فلول مليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم ووجه رسالة لمن يريد تسليم سلاحه ونفسه للقضاء أن يسارع بذلك عبر توجهه لأقرب نقطة أمنية. * فرض حظر تجول ودويّ انفجارات في اللاذقية ولم تُعرف حصيلة القتلى من جراء الاشتباكات المتواصلة منذ الخميس إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان تحدث عن سقوط 44 قتيلاً 24 مسلحاً من فلول النظام و20 عنصراً من قوات الأمن العام والجيش السوري كما تحدث عن مقتل أربعة مدنيين آخرين فضلاً عن مفقودين وأسرى. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات جديدة صوتية للمدعو مقداد فتيحة قائد ما يسمى مليشيا درع الساحل يعلن فيه النفير العام لإخراج الأمن العام من الساحل السوري وفق زعمه. وبدأ مسلحون بينهم ضباط وعناصر سابقون من فلول النظام السابق هجمات واسعة هي الأعنف منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر 2024 استهدفت دوريات تابعة للأمن العام والحواجز العسكرية أوقعت 15 قتيلاً لتتطور الاشتباكات لاحقاً وتنتقل إلى مناطق أخرى. السلم الأهلي تحذر من التصعيد إلى ذلك أصدرت مجموعة السلم الأهلي وهي مجموعة تضم عدداً من النشطاء الحقوقيين ومعتقلي الرأي السابقين في معتقلات الأسد (الأب والابن) بياناً بعد منتصف ليل الخميس أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء تصاعد المواجهات في المنطقة الساحلية والجنوبية من سورية. وأدان البيان عمليات استهداف القوى الأمنية محذراً من تحول الاشتباكات إلى نزاع أوسع يهدد الاستقرار في البلاد. كما شجبت المجموعة ما أسمتها الخطابات الطائفية والمناطقية التي تجرّم مجتمعات بأكملها بحجة ملاحقة المطلوبين داعية السلطات إلى نهج أكثر حذراً ودقة في عملياتها الأمنية بما يضمن حقن الدماء وحفظ كرامة المواطنين. وجاء في البيان رفضٌ صريح لما يسمى ب المجلس العسكري لتحرير سوريا معتبراً إياه جهة إرهابية كما أدان البيان استخدام السلاح المتوسط في استهداف المناطق المدنية محمّلاً السلطة مسؤولية ضبط الأمن وإنهاء التجييش الطائفي المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع السوري. ودعت المجموعة في بيانها رئيس الجمهورية إلى توجيه خطاب عاجل للتهدئة ونبذ الخطاب الطائفي كما طالبت بإطلاق مسار مستقل للعدالة الانتقالية وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة وتجريم الخطابات التحريضية. وشدد البيان كذلك على ضرورة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والشرطية وتأهيل العناصر الأمنية لضبط الأمن في المناطق المدنية بعيداً عن الانحياز الطائفي والسياسي بالإضافة إلى تفعيل قنوات إعلامية وطنية مستقلة لمتابعة الأحداث بموضوعية بعيداً عن التحريض والتضليل الإعلامي. وأشارت المجموعة في ختام بيانها إلى أن هذه اللحظة الخطيرة تتطلب من جميع الأطراف التحلي بروح المسؤولية مذكرة أن ثورة الشعب السوري كانت ولا تزال ثورة من أجل الحرية والعدالة والكرامة.