تشكلت طوابير لامتناهية من السيارات عند مداخل جل محطات البنزين عبر الوطن، حيث يتوجه العديد من المواطنين في الأيام القليلة التي تسبق العيد الى محطات البنزين لملء خزانات سياراتهم بالوقود خشية حدوث ندرة غير متوقعة أيام العيد، وهو ما نفته المؤسسة النفطية لتوزيع المواد البترولية "نفطال" قبل أيام جملة وتفصيلا في بيان لها. وقد وقفت "البلاد" أمس على جملة من المشادات والنرفزة الممزوجة بأصوات أبواق السيارات التي عكست حالة الطوارئ التي تصيب بعض المواطنين حينما يتعلق الأمر بالتزود بالوقود عشية العيد، فيما تزداد تلك الطوابير حدة في الفترة المسائية في مشهد يشبه ما نشاهده في الأفلام الهوليوودية التي تجسد الكوارث. وقال أحد المواطنين الذي بدت عليه مظاهر القلق في محطة الوقود بالشراقة في العاصمة "أنا هنا منذ قرابة الساعة أنتظر دوري ثم يأتي أشخاص من الخلف يتجاوزون كل هذا الطابور ليحاولوا أخذ مكانك عنوة"، يضيف بنبرة غاضبة "لو لم أكن مضطرا للقيام بسفر خارج الولاية يومي العيد لما أتيت إلى هنا". ولم يكن ذلك المواطن وحده من اشتكى من مظاهر الفوضى أمام المحطة بل حتى مرتادو الطريق العاديون ممن لم تكن لديهم نية التزود بالوقود حيث تسببت طوابير البنزين في قذع الطريق، وهو تقريبا ما لاحظناه في بن عكنون والأبيار، حيث أكد أحد السائقين أن هذه الطوابير ما هي إلا جزء قليل مقارنة بالصورة التي تعيشها المحطة في الفترة المسائية، إذ تغرق المحطة بالسيارات. وأشار آخرون إلى أن الوضع تتخلله نزاعات وملاسنات وشجارات، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة من جهتهم كشف أصحاب المحطات أنهم يستقبلون حصصهم من مؤسسة نفطال بصورة جد عادية وأن كل أصناف الوقود متوفرة في الوقت الحالي، لكن الإقبال والتهافت من قبل المواطنين صار يؤثر بصورة كبيرة على توزيع هذه المادة الحيوية. وكانت مؤسسة توزيع المواد البترولية "نفطال" قد طمأنت المواطنين الأربعاء الماضي في بيان لها أكدت فيه أنها ستضمن خدمة بيع وتوزيع الوقود خلال أيام عيد الفطر المبارك على غرار الأيام العادية من السنة وذلك على مستوى كل محطات ونقاط البيع التابعة لها. كما أن خدمة توزيع وبيع الوقود وباقي المواد البترولية حسب "نفطال "ستكون مضمونة 24 / 24 سا على مستوى التراب الوطني.