عاشت محطات البنزين والخدمات منذ أول أمس حالة طوارئ بسبب تخوف المواطنين من أزمة الوقود ستحدث بعد انتخابات 17 أفريل، حيث انتظمت طوابير لامتناهية للسيارات والشاحنات للتزوّد بمختلف أنواع الوقود، ولم تعد عملية التزود تستغرق دقائق، بل أكثر من ساعة كاملة بالجزائر العاصمة. اشتكى أصحاب المحطات من هذه الطوابير اللامتناهية التي مردها خوف المواطن من ”أزمة بعد الانتخابات”، في حين أكدت ”نفطال” أنه ”لا أزمة تذكر والبنزين موجود”. تواصلت أمس الطوابير أمام محطات البنزين، حيث تحولت مشاهد طوابير المركبات إلى أرق للمواطنين الذين أكدوا تخوفهم من حدوث ”أزمة” بعد الانتخابات الرئاسية، مثلما هو متداول بين بعض المواطنين الذين تحدثوا ل”الخبر”، مشيرين ”في الجزائر كل شيء ممكن، ومن حقنا التخوف من أزمة بنزين”. وأوضح أحد المواطنين في محطة الخروبة قائلا ”الوضع لا يصدق، أنا منذ حوالي ساعة في هذا الطابور، ولا أحد يبرر لنا حقيقة ما يحدث”، مضيفا ”جئت من سوق الجملة للخضر والفواكه ورأيت هذه الطوابير، وأنا الآن انتظر دوري لأملأ خزان الشاحنة خوفا من أن تغلق المحطات أو تكون أزمة”. وقال مواطن آخر ”استيقظت على وقع الطوابير الطويلة للسيارات أمام محطات الوقود، بعد أن قصدت محطة القبة”، مضيفا ”هذه المحطة تعرف ضغطا رهيبا منذ الصباح”، وعن السبب الرئيسي لهذا الطابور والضغط، أفاد محدثنا ”دخلت المحطة كالعادة، لكن هناك سمعت حديثا وتخوف حدوث أزمة بعد الانتخابات الرئاسية”. ومن جهتهم، قال عدد من العاملين بمحطات الوقود إن ما يقارب 80% من المتوافدين على محطات البنزين يقصدون هذه النقاط من أجل ملء خزاناتهم ”غير الفارغة”، حيث أكد أحد العمال بمحطة الخروبة بأن هؤلاء المواطنين يقومون بشحن ما لا يزيد عن 100 أو 200 دينار من البنزين، ما يدل على أن هؤلاء ”يلهثون” وراء قطرات الوقود من أجل ملء خزاناتهم فقط. كما أشار عامل آخر إلى أن مرتادي المحطات خلال اليومين الأخيرين لا تكون مؤشرات عداداتهم في الصفر، لكنهم يأتون إلى المحطة من أجل رفع نسبة العداد، إلى 100%، وهو ما زاد من حدة الطوابير وحدوث مشادات بين المواطنين الوافدين على مختلف أنواع الوقود بالمحطات. وإلى جانب ذلك كله، طمأن مصدر مسؤول من مديرية شركة نفطال في تصريح ل ”الخبر” بأن محطات البنزين ستوفر مختلف أنواع المنتجات البترولية في جميع محطات التوزيع والبيع، وأن هذه الأخيرة التي تسهر كعادتها على توزيع هذه المنتجات وفقا لنظام العمل المعمول به دون توقف على مدار 24 ساعة كبقية أيام السنة، خاصة لما يتعلق الأمر بالأعياد والمناسبات الوطنية.