استيقظ أمس سكان برج الكيفان المحاذين للطريق الرابط بين وسط البلدية وقهوة شرقي شرق العاصمة، على وقع رسومات إباحية وعبارات مسيئة للإسلام وأخرى تدعو إلى النصرانية غطت معظم جدران وأبواب المنازل والمتاجر بدءا من المحطة الرئيسية للترامواي الجاري الأشغال فيها وصولا إلى حي اسطنبول على مسافة أكثر من كيلومتر واحد. وشملت تلك الرسوم التي عاينت ''البلاد'' بعضها، صلبانا مسيحية وعبارات تمجد المسيح عليه السلام وتصفه بعبارات التأليه المعروفة في أبجديات المنصرين، في الوقت الذي كتبت عبارات أخرى تسيء للإسلام وتنعته بالإرهاب وعدد من الأوصاف الأخرى، كما حوت تلك الرسومات على صور إباحية أحدها للامأرة عارية تفنن راسمها في إبراز تفاصيل مثيرة من جسدها، وهو الأمر الذي أثار استغراب المارة الذين أكدوا أن إتقان رسمها يدل على أن صاحبها ليس هاويا . ولأن بعض تلك الرسومات كانت تعكس صورا خادشة للحياء قام بعض سكان المنطقة وأصحاب المحلات بطلائها باللون الأبيض في انتظار أن تتدخل مصالح البلدية لإزالة ما تبقى منها، بعض المقيمين بالمنطقة أبدوا في حديثهم ل''البلاد'' استياءهم الشديد لمثل هذه التصرفات التي قالوا إنها أصبحت تشوه المنظر العام لمدينة برج الكيفان، خاصة مع انتشار بعض الصور الفاضحة والكاشفة للعورات، لكن مكمن تخوفهم هذه المرة هو أن الرسومات والعبارات المكتوبة حملت دلالات عقائدية ما يشير إلى وقوف جهات ذات علاقة بالنشاط التبشيري وراءها، وطالب هؤلاء السلطات المحلية ومصالح الأمن بفتح تحقيق في القضية لمنع وقوع مثل هذه التصرفات المشينة، خاصة وأن القانون الجزائري يمنع الرسم والكتابة على الجدران، مبدين في ذات السياق استغرابهم من عدم تحرك السلطات المحلية تجاه هذه الأفعال التي بدأت تنتشر مؤخرا وتمس مختلف الأحياء، كما أبدى بعض شباب الحي خوفهم من أن تمتد أيدي هؤلاء الفاعلين المجهولين لحد الساعة، إلى المساجد خاصة وأننا على مشارف شهر رمضان المعظم، حيث تبقى أبواب بيوت الله مفتوحة طيلة ساعات اليوم، مطالبين من السلطات المحلية بالتدخل العاجل لاحتواء الوضع ووضع لحد لمثل هذه التصرفات المشينة والخادشة للحياء، مخافة أن تمتد لأماكن العبادة في الشهر الفضيل. كما طالبون بفتح تحقيق في القضية لفضل المتلاعبين بمشاعر المسلمين، والمسيئة للإسلام والمسلمين، خاصة وأن القانون يعاقب على مثل هذه التصرفات.