اختار الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، يوم الثاني من أوت، تاريخاً لحفل تنصيبه رئيساً لموريتانيا، لولاية ثانية وأخيرة من خمس سنوات، بعد فوزه بنسبة 81 بالمئة من الأصوات، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه في الانتخابات التي جرت في الواحد والعشرين من جوان الماضي، والتي قاطعتها قوى المعارضة الرئيسية ورفضت الاعتراف بنتائجها. وشهد الملعب الأولمبي، وسط العاصمة، حفل تنصيب ولد عبد العزيز، وسط حضور عربي ودولي وصف بالضعيف، في مقابل حضور أفريقي كبير. وسبق الحفل جدلٌ حول حضور زعماء دول الجوار، خصوصاً المغرب، في ظل حديث عن تأزم العلاقات بين البلدين. وقد مثّل المغرب رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، وكان التمثيل الجزائري مماثلاً، إذ ترأس الوفد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، بينما أرسلت بقية الدول العربية وزراء وسفراء لحضور الحفل، ولم يحضر أي رئيس، ولا رئيس وزراء عربي. وجاء ذلك في ظل فتور يعتري العلاقة بين الرباط ونواكشط، في مقابل تقارب لافت بين الأخيرة والجزائر، كان من أبرز مظاهره حصول موريتانيا على رئاسة الاتحاد الأفريقي بمساعدة من الجزائر. وكانت الصحافة المغربية قد هاجمت موريتانيا على خلفية هذا التقارب، متهمة إياها بالتخلي عن موقفها المحايد في ما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية، غير أن الرئيس الموريتاني نفى، في مقابلة صحافية، وجود توتر في العلاقات بين البلدين. وعلى عكس الحضور العربي الضعيف، كان الحضور الأفريقي كبيراً ولافتاً، فالرئيس الموريتاني يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي حالياً، وله علاقات وثيقة بالعديد من القادة الأفارقة، وقد حضر ستة رؤساء أفارقة، في مقدمتهم الرئيسان المالي والسينغالي، كما حضر الرئيسان التشادي والغامبي، في حين اكتفت الولاياتالمتحدة وأوروبا بسفرائهم في نواكشوط. ومن جهتها، استبقت المعارضة الموريتانية الحفل فأعلنت رفضها حضوره، وتوقعت غياب قادة وزعماء العالم عنه، لكن وزير الاتصال الموريتاني، سيد محمد ولد محمد، قال إن "حضور حفل تنصيب الرئيس كبير ومعبّر عن مكانة موريتانيا الإقليمية والدولية". وشنّ الوزير هجوماً لاذعاً على المعارضة الموريتانية، وقال إن "قادة ائتلاف المعارضة مجموعة من المتقاعدين السياسيين لفظهم الشعب الموريتاني، ورفض خياراتهم". وجاء تصريح وزير الاتصال بعد بيان أصدره الرئيس الموريتاني الأسبق، إعلي ولد محمد فال، قال فيه إن "قادة العالم يرفضون المشاركة في تنصيب نظام يرفضه شعبه"، ودعا ولد محمد فال، في بيان شديد اللهجة، دول لعالم إلى "عدم حضور هذا المأتم المشؤوم، والمشاركة في تقديم موريتانيا من جديد كذبيحة أو شاة عيد لمتمرد عسكري ملفوظ داخلياً وخارجياً". وبدوره، وصف منتدى المعارضة تنصيب ولد عبد العزيز بأنه "خطوة للوراء" في مجال الديمقراطية.