الرئيس الموريتاني الجديد توّج الرئيس المنتخب الجنرال محمد ولد عبد العزيز رسميا أمس الأربعاء رئيسا لموريتانيا بعد انتخابه بنسبة تجاوزت 52 % من أصوات الناخبين. ويعود عبد العزيز إلى مهامه كرئيس بعد أربعة أشهر من الاستقالة قضاها متنقلا بين فنادق العاصمة، نواكشوط ضمن مسار انتقالي اختار أن يكمله من خارج القصر الرمادي الذي غادره طواعية في التاسع عشر من أفريل 2009 بعيد استقالته من قيادة الجيش. * وأقيمت مراسيم تنصيب رئيس البلاد المنتخب الجنرال محمد ولد عبد العزيز في الملعب الأولمبي بالعاصمة نواكشوط بحضور رسمي وشعبي لأول مرة، بعد أن ظل خلال السنوات الماضية قصر المؤتمرات التابع للحرس الرئاسي هو المكان المفضل لمثل هذه المناسبات. * وكانتا السينغال ومالي الأرفع تمثيلا، حيث شارك برئيسيهما، عبد الله واد "السينغال"، وأمادو تومانو توري "المالي"، بينما اقتصر التمثيل الجزائري على رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، كما اكتفى المغرب برئيس الوزراء الطيب الفاسي الفهري. كما جرى مع الرئيس الموريتاني السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. أما ليبيا وتونس فكان التمثيل على مستوى الوزراء. وقد شددت السلطات الموريتانية الإجراءات الأمنية على الطريق الرابط بين مطار نواكشوط الدولي وبين الفنادق التي تم حجزها وسط العاصمة نواكشوط لاستقبال الضيوف، كما عززت السلطات إجراءات الحماية حول ملعب العاصمة الذي أقيمت فيه الاحتفالات. * وبخصوص المشاركة الداخلية في حفل التنصيب قاطع كل من زعيم المعارضة السيد أحمد ولد داداه، ورئيس الجمعية الوطنية مسعود ولد بلخير الحفل بسبب رفضهما الاعتراف بالنتائج التي أفرزتها انتخابات جويلية 2009، وهو نفس الموقف الذي أعلنه رئيس البلاد الأسبق اعل ولد محمد فال الذي اعتبر فوز ولد عبد العزيز بالانتخابات بداية مسار جديد من الأزمة التي تعيشها موريتانيا منذ شهور. * وخالف الإسلاميون قرار المعارضة وأعلنوا وقرروا المشاركة في مراسيم التنصيب عبر رئيس حزب"تواصل" ومرشح الرئاسيات الذي حل في المرتبة الرابعة محمد جميل ولد منصور في مراسيم الاحتفال بعد أن اعترفوا بالنتائج وأقروا بالهزيمة وتعهدوا بمراجعة الأسباب وأخذ الدروس. * ومن جهته السلك الدبلوماسي الغربي المعتمد في نواكشوط قرر الحضور جماعيا لحفل التنصيب بعد أن كانوا طيلة شهور الأزمة رافضين للتعامل مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الحاكم ساعتها الرئيس الموريتاني المنتخب حاليا الجنرال محمد ولد عبد العزيز بعدما زالت عقدة "اللاشرعية" وفق تعبير أحد الدبلوماسيين. * ولكن اللافت في التنصيب كما يقول متابعون هو توجيه الدعوة لعدد من فقراء العاصمة لحضور وقائع تنصيب الجنرال محمد ولد عبد العزيز رئيسا للبلاد بعدما فاز بأصوات الطبقة الفقيرة كما يؤكد هؤلاء.