وجّه الأمين العام لوزارة الفلاحة فضيل فروخي، تحذيرا إلى الموالين ومربي الأبقار والمواشي، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ إجراءات ردعية ضد "المتسترين" على وباء الحمى القلاعية في إطار الحملة التي تقوم بها الوزارة الوصية للقضاء على هذا الداء، حيث سيتم متابعة كل من لم يبلغ المصالح البيطرية بوجود انتقال لعدوى المرض إلى قطيعه قضائيا، ناهيك عن عدم استفادته من أي تعويض على الخسائر التي تحل به كما سيتم قطع معونات الدولة عن كل مربٍ لم يقدم أبقاره إلى الفحص البيطري. وشدد فروخي، على أن غياب حس المسؤولية والسعي وراء المصالح الشخصية هو من تسبب في انتشار هذا الوباء الذي اتخذت وزارة الفلاحة إجراءات احترازية منذ تسجيل أول حالة في الأراضي التونسية شهر أفريل من هذه السنة، إلا أن هذه الإجراءات لم تستطع منع المرض إلا بضعة أشهر قبل أن يظهر في 25 جويلية الماضي بدائرة بئر العرش في ولاية سطيف، حيث قام موالون بجلب عدد من عجول التسمين المصابة بالمرض بأسعار بخسة ليعيدوا بيعها في سوق الجملة في ولاية البويرة ومن هناك انتشر المرض عبر 17 ولاية و192 بؤرة مصابة إلى حد الآن حسب تحقيقات وزارة الفلاحة. وأفاد المتحدث بأن الوزارة كان بإمكانها أن تدير الأزمة عند بدايتها لو تم إبلاغ المصالح المختصة بوجود حالات مرض بدل اكتشفها بعد ذلك بمدة حين قام أصحابها برميها في المفرغات العمومية. وكشف الأمين العام لوزارة الفلاحة في ندوة صحافية أمس، خصصها للحديث عن وباء الحمى القلاعية أن مصالحه قد أعدت 900 ألف جرعة لقاح منذ الفاتح من ماي إلى الآن كما كانت قد أنهت تلقيح 850 ألف رأس غنم في مرحلة أولى نهاية شهر مارس في الوقت الذي تنتظر فيه المصالح المختصة وصول كمية أخرى من اللقاح الأسبوع القادم لتعميم العملية على كل مناطق الوطن، كما نفى المتحدث أن يؤثر تفشي هذا المرض في الآونة الأخيرة على أسعار اللحوم الحمراء والأضاحي قبل العيد، حيث تقدر الكمية التي تم ذبحها بسبب الوباء إلى حد الساعة ب964 من بين 2 مليون بقرة موجودة في الجزائر وهي كمية ضئيلة لا يمكنها أن تؤثر بذلك الشكل الذي تناولته وسائل الإعلام مؤخرا حسب المتحدث الذي لم ينف إمكانية تأثر شعبة حليب الأبقار، حيث مس المرض عددا من الأبقار الحلوب، إلا أن ذلك لا يرتبط مباشرة بأي ندرة قد تشهدها مادة الحليب على اعتبار أن أغلب كميات بودرة الحليب المحولة هي كميات مستوردة أساسا. كما أن مخزونها متوفر بما يكفي الجزائريين السنوات المقبلة. من جهته، أكد مدير المصالح البيطرية لدى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية كريم بوغنام أن 9 آلاف بيطري من القطاعين الخاص والعام تجندوا لتطويق هذا الداء، مطالبا الموالين ممن اشتكوا من إغلاق جميع أسواق بيع المواشي بأنه كلما طبقوا تعليمات الوزارة بسرعة كلما أسرعت الأخيرة في تخفيف هذه الإجراءات.