أطلق مفكرون ومثقفون جزائريون وعرب حملة عبر موقع المحادثة العالمي ''فيس بوك'' يطالبون فيها بالإفراج عن كل المخطوطات التي تتعلق بالمفكر مالك بن نبي؛ كما طالبوا ابنته ''رحمة'' والوزير السابق نور الدين بوكروح برفع ماسموه باحتكارهما لعدد كبير من المخطوطات التي تخص الفيلسوف الراحل؛ والإفراج عنها وإتاحتها للآخرين للاطلاع على إرثه. واعتبر هؤلاء المثقفون أن فكر بن نبي كان مستهدفا من قبل الكثير من الأطراف والتيارات ''التي لم تر في نهجه الإسلامي الراقي ما يحقق مصالحها؛ فسعت لدفن هذا الفكر النير بوسائل عدة حتى لا يصل إلى الشباب الباحث عن الحقيقة''. وفي السياق ذاته، دعا أصحاب الحملة من يملك أي قصاصة ورق لها صلة بمالك بن نبي؛ أن يكشف عنها ويجعلها في متناول الجميع، كما طالبوا وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله بشراء حقوق الطبع والنشر من ''دار الفكر'' السورية لكل ما خلفه مالك بن نبي وجعله في متناول الباحثين الجزائريين مع مراعاة العائد المالي منه الذي يخص عائلة المفكر الراحل، إضافة إلى ضرورة ترميم بيت المفكر بن نبي وتحويله إلى متحف يضم رصيده الثقافي، وإقامة المؤتمر الخاص بفكره سنويا وإعادة إحياء الملتقيات الإسلامية التي كان بن نبي المؤسس الأول لها. ويعد مالك بن نبي واحدا من أعلام الفكر الإسلامي الذين حجب فكرهم عن الناس لعدم اهتمام الدارسين بهم، فقد أمضى أكثر من ثلاثين عاما متأملا يحلل ويضع شروط النهضة للمجتمع الإسلامي. ولم يتوقف هذا المفكر عن الكتابة والتأليف منذ سنة ,1946 حيث ألف أول كتاب له ''الظاهرة القرآنية'' وتلاه برواية ''لبيك''، ,1947 وهي رواية فلسفية، ثم ''شروط النهضة، 1948؛ و''وجهة العالم الإسلامي'' و''الفكرة الأفروآسيوية''، 1956؛ و''مشكلة الثقافة''، ,1959 و''الصراع الفكري في البلاد المستعمرة''، ,1960 وهو أول كتاب كتبه بن نبي بالعربية مباشرة بخلاف معظم كتبه التي كانت بالفرنسية. ويعتقد بن نبي أن مشكلة كل شعب هي في جوهرها مشكلة حضارته، فلا يمكن لشعب أن يفهم مشكلته ما لم يرتفع بفكره إلى مستوى الأحداث الإنسانية أو يتعمق في فهم العوامل التي تبني الحضارات أو تهدمها.