دافع رئيس الرابطة الوطنية والمغاربية للأدب الشعبي توفيق ومان في حديث ل''البلاد'' عن الأدب الشعبي الذي يعتبره البعض ''خطرا'' على العربية الفصحى، مؤكدا أنه بدأ كتابة الشعر الفصيح ليكتشف لاحقا أنه يبدع أكثر في القصيدة الشعبية، وأن ''هؤلاء'' الذين يعتبرون أنفسهم مبدعين من الدرجة الأولى لأنهم يكتبون ويتكلمون بالفصحى. لم يكن يسمع لهم صوت أثناء الثورة التحريرية بينما تبنى الشعر والأدب الشعبي المقاومة والثورة ووثق العديد من المعارك على غرار معركة ''مزغران'' إبان الحملة الإسبانية التي كتب عنها الشاعر لخضر بن خلوف، ومقاومة ''الشيخ بوعمامة'' التي أرخ لها محمد بلخير، مضيفا أن الشاعر الشعبي لايمكن تصنيفه في الدرجة الثانية أو وصفه ب''الأمي''، ذلك أنه يتمتع بنفس حقوق أدباء وشعراء الفصيح. وذهب محدثنا إلى أبعد من ذلك حين قال إن عدد المهرجانات والملتقيات في الجزائر التي تعنى بالأدب الشعبي يفوق عددها الستين، في حين تعد تظاهرات الشعر الفصيح على الأصابع. من ناحية أخرى، نفى ومان أن تكون اللهجة الشعبية الجزائرية غير مفهومة لدى المشارقة كما يروج له، وأكد أن الشعر الشعبي الجزائري مفهوم في العديد من الدول العربية، وذلك، حسبه، بحكم تجربته الشخصية، حيث نشط العديد من الأمسيات الشعرية في سوريا ومصر ولبنان، أين لاقى هناك تجاوبا كبيرا مع قصائده، وهو مايدل على أن الأدب الشعبي الجزائري بدأ يخرج من محليته الضيقة إلى العالم الخارجي، وأكثر من هذا يقول توفيق ومان إنه أحيا أمسيات شعرية في منطقة ''الدروز'' وبلدة ''الشياح'' في الجنوب اللبناني أمام جنود وقادة ''حزب الله'' عقب ''حرب تموز ,''2006 وقرأ قصيدة بالعامية الجزائرية تحت عنوان ''بيروت'' فكان التجاوب كبيرا إلى الدرجة التي أثنى فيها حسن نصر الله على قصائده وبعث إليه ببرقية شكر طالبا فيها نسخا من تلك القصائد فأرسلها إليه مرفقة بشرح للمفردات؛ غير أنه فوجئ برده ''لا داعي للشرح فاللهجة الجزائرية مفهومة جدا لدينا''. وأضاف محدثنا أن القصيدة صارت تذاع بعدها عبر قناة ''المنار'' بصوته. وفي السياق ذاته، أكد ومان أن الرابطة الوطنية للأدب الشعبي تعمل على الترويج للثقافة المحكية الجزائرية من خلال عقود شراكة تجمعها ب''حلقة الحوار الثقافي اللبناني'' و''دار الفارابي'' و''دار الجيل'' يتم بموجبها إصدار وتبادل الكتب، مضيفا أن العوائق التي تحول دون الترويج للأدب الشعبي تكمن في أن بعض المبدعين الجزائريين يراعون أنفسهم ومحيطهم وجزائريتهم عوض الكتابة وفق ترويج الثقافة للآخر حتى يتقبلها ويستمتع بها بدل النفور منها. وفي هذا الإطار، كشف محدثنا أن منصبه الجديد كعضو في اللجنة الدائمة لاتحاد الرواد والمبدعين العرب بالجامعة العربية، سيتيح له دعم الثقافة الجزائرية، بما فيها الشعبية، خصوصا أن درع الاتحاد يشمل 12 اختصاصا يتكفل هو بتشريح المبدعين الجزائريين لنيله، وهو ما سيعطي دفعا أكبر للمثقفين الجزائريين، على حد تعبيره.