سجلت عدة مزارع في بلديات العلمة والشرفة وبرحال وعين الباردة بولاية عنابة نفوق عشرات الأغنام بسبب مرض غريب أصاب رؤوس الماشية ويحمل أعراض تشبه "الحمى القلاعية" لكنه حسب شهادات بيطريين، فإن نتائج التحاليل المخبرية لم تؤكد إصابة الحيوانات النافقة بالحمى القلاعية. وقد سجلت حالات مشابهة في ولايات سطيف وسوق أهراس وميلة وبسكرة حيث تتواصل حملة تجنيد البياطرة لمعالحة الماشية. وأثارت بؤر الإصابة التي مست بالخصوص الأغنام حالة طوارئ في صفوف المربين بشكل يهدد عيد الأضحى في الصميم إذا لم تحرك السلطات العمومية. وحسب مصادر "البلاد"، فإن مديريات الفلاحة بعنابة والطارف وقسنطينة قد استنجدت بالبياطرة الخواص من أصحاب العيادات لتغطية العجز أمام الزحف المضاعف للحمى القلاعية التي أصابت الأبقار فقط لحد الآن وأعراض هذا الوباء الغريب. ويؤكد مربون أن الأغنام قبل وفاتها تصيبها تقرحات الفم وسيلان لعاب غزير وجروح وعند الوفاة ينتابها الانتفاخ مفاجئ وشديد وهوما يجعل طريقة نفوقها تشبه طريقة نفوق المواشي المصابة بداء الحمى القلاعية مما عزز المخاوف لدى المربين بأن حيواناتهم زحفت عليها الحمى القلاعية رغم تطعيم مواشيهم خلال حملات التلقيح المتواصلة. وفي سياق آخر، سجلت أمس بولاية بسكرة أول بؤرة للحمى القلاعية شملت بقرة يملكها مرب بناحية لوطاية واتخذت على إثرها الإجراءات الضرورية لتطويق الوضعية. وأكد مدير المصالح الفلاحية كمال عتروس أنه تم البدء في تنفيذ الإجراءات اللازمة المتعلقة بهذه الوضعية الوبائية، حيث تقرر ذبح البقرة التي تعرضت لهذا الداء وكذا ذبح بقرة أخرى هما الوحيدتان بإسطبل ذات المربي واتخاذ تدابير وقائية تكميلية تخص تنظيف المكان أي الإسطبل وإخضاع كل إسطبل قريب لتربية الأبقار للرقابة البيطرية.وبولاية باتنة تم اكتشاف بؤرتين للحمى القلاعية مما أدى بالوالي إلى إصدار قرار بغلق كل أسواق الماشية ومنع كل التظاهرات التي توجد فيها الماشية إلى أجل غير مسمى. وأضاف المصدر أنه بموجب هذا القرار ستكون كل تنقلات الماشية داخل وخارج الولاية "خاضعة لرخصة تمنح للمربين والموالين" من طرف المصالح البيطرية. من جهته، نفى مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية كريم بوغالم حدوث أي إصابة بداء الحمى القلاعية لدى الأغنام، مؤكدا أن نفوق بعض الرؤوس ببلدية أولاد جلال بولاية بسكرة يعود إلى إصابتها بمرض آخر يدعى "التسمم المعوي".وأوضح بوغالم في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن بلدية أولاد جلال بولاية بسكرة سجلت نفوق 50 رأسا من الأغنام إلا أن التحاليل المخبرية وعمليات التشريح التي قام بها بياطرة مختصون أكدت إصابة هذه الأغنام بمرض "التسمم المعوي" الناجم عن التغيير السريع في نمط التغذية لهذا النوع من المواشي. وسجلت حالات النفوق ابتداء من يوم السبت الماضي. وظهرت هذه الحالات -حسب المراقب العام للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية عبد المالك بوحبال- بعد قيام بعض المربين بالتغيير المباشر للنظام الغذائي للأغنام من العلف الجاف إلى العلف الأخضر. وقال أن هذا التغيير غير المنظم في التغذية أخل بالتوازن في عمل بعض الجراثيم التي تتكاثر على مستوى أمعاء الأغنام بصفة عادية مما أدى إلى إطلاق هذا الأخيرة لمادة سامة تسببت في الوفاة الفورية للأغنام. وتتعرض الأمعاء إلى الالتهاب، حيث يجدها عليها الطبيب البيطري عند التشريح فارغة وشديدة الاحمرار. ولا ترتفع درجة حرارة الأغنام المصابة بهذا المرض غير المعدي لكنها تتوقف عن الأكل بصفة سريعة ومباشرة وتتوفى في ظرف 24 إلى 48 ساعة.