نجحت قوات الأمن المشتركة خلال الساعات الأخيرة في القضاء على إرهابيين وإصابة آخرين في عمليات تمشيط واسعة النطاق في الجهة الغربية والوسطى والشرقية للبلاد. ووفقا لنتائج عمليات المحاصرة الجارية يبدوأن توغل قوات الجيش يتوزع بين جبال تلمسان وسيدي بلعباس في الغرب وبومرداس وتيزي وزوفي الوسط وجيجل وخنشلة وسكيكدةوعنابةوالولايات الحدودية شرقا. وتقود وحدات الجيش المتمركزة بولايات عنابة والطارف وسكيكدةوجيجل عمليات تمشيط واسعة النطاق للسلسلة الجبلية لهذه المناطق التي ما تزال يتحصن بها بقايا فلول الجماعات الإرهابية إثر رصد تحركات مشبوهة أبلغ عنها مواطنون. وأفادت مصادر أمنية، أن التحرك السريع لقوات الجيش، يراد من خلاله تأمين المدن والحيلولة دون توغل الإرهابيين لتنفيذ اعتداءاتهم بعدما تلقت المصالح المختصة معلومات حول تحضير العناصر الإرهابية لتنفيذ عمليات استعراضية. وعلمت "البلاد" أن وحدات الجيش الشعبي الوطني تقوم منذ أمس الأول ؛ بعملية قصف مكثفة بالإستعانة بالمروحيات، شملت عدة مواقع غابية وعرة غرب ولاية عنابة. وكثفت وحدات الجيش الوطني الشعبي مدعّمة بفرق الدرك الوطني والشرطة القضائية، وكذا خلايا الدفاع الذاتي، في عمليات تمشيط واسعة النطاق بمرتفعات الايدوغ بالجهة الشمالية الغربية للولاية والبلديات المتاخمة لها . ولوحظ أمس انتشار واسع لمختلف وحدات الأمن في العديد من المحاور، بما فيها تلك الواقعة داخل التجمعات السكنية، مثلما هوالشأن ببلديات سرايدي، واد العنب وشطايبي، هذه الأخيرة التي تم تطويق بعد أحيائها وشوارعها بفرق من الدرك الوطني، مصحوبة بعمليات تفتيش، إضافة إلى الطائرات المروحية التي ظلت تحلّق فوق سماء المنطقة على امتداد الشريط الغابي الجبلي، والتي قامت بعمليات قصف مكثف خلال فترات الليل، امتدت إلى غاية جبال شطايبي على الحدود مع ولاية سكيكدة وتوسعت لمرتفعات ولاية جيجل، حيث سمع دويها على بعد عشرات الكيلومترات. وذكر مواطنون من بعض القرى القريبة من المنطقة المذكورة حيث تمركزت هاته العملية العسكرية، بأنهم سمعوا الليلة ما قبل الماضية، إطلاق كثيف للنيران في داخل إحدى المناطق المعزولة. وهي العملية التي يجهل ما إذا كانت عبارة عن اشتباك بين الجيش والإرهابيين أم لا، ويأتي هذا التمشيط الواسع بعد أكثر من أسبوع عن توقيف ارهابيين واسترجاع أسلحتهم. وتشير إفادات لمصادر مطلعة أن العناصر الإرهابية لم تخرج عن نطاق عملياتها المنحصر بين مثلث ولايات عنابةوسكيكدةوجيجل. ويكون هذا الأمر وراء تركيز قوات الأمن في خطتها على تعزيز الرقابة على الطرقات الوطنية والفرعية المؤدية إلى هذه المدن، لمنع تموينها بالمؤونة والذخيرة، مع نصب كمائن في مختلف غابات المنطقة خاصة على الحدود بين ولايتي سكيكدةوجيجل. ولاحظ سكان في مناطق جبلية بمنطقة القبائل خاصة في ولايات تيزي وزووالبويرة وبجاية حشد قوات عسكرية كبيرة تنفذ عمليات تمشيط منذ أيام، بالتوازي مع زيارات قادت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، إلى ولايات تحتضن "الفلول" من الجماعات الإرهابية. واحتكم الوضع الأمني في منطقة القبائل للهدوء النسبي على مدار السنتين الماضيتين. وتحول التنظيم الإرهابي في المنطقة، طيلة الأشهر الماضية، لأسلوب "خطف الرهائن" والافراج عنهم تحت الضغط والتعبئة الشعبية، لكن العمليات المتمركزة في المنطقة، هذه الأيام، توحي بأنها عمليات استباقية لمخططات مفترضة ينذر بها "انكفاء" تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" عن العمليات التفجيرية لأشهر طويلة ولهذا الغرض وموازاة مع زيادة انتشار أعداد إضافية لوحدات الجيش بالولايات المذكورة ونجاحها في تدمير عدة كازمات جراء القصف المروحي المركز كثفت من جانبها وحدات الدرك الوطني وأعوان الشرطة من عمليات التفتيش على مستوى الحواجز الثابتة عبر الطرقات الوطنية والولائية، وتلك التي تستحدث في أي لحظة "فجائية"، في مسعى لتضييق الخناق على تنقل العناصر الإرهابية التي تحاول تنفيذ عمليات استعراضية في بعض الولايات حسب ما تلقته المصالح المتخصصة في مكافحة الاترهاب من معطيات استخباراتية. كما شوهدت وحدات عسكرية وهي تتنقل على مدار الأيام الماضية بكامل عدتها القتالية مرفوقة بآليات عسكرية وهي متوجهة إلى الشريط الحدودي لكل من الولايات الحدودية بتبسة وسوق أهراس والطارف، والتي لا تزال تشهد توافد تعزيزات أخرى للقوات البرية لسلاح المشاة والدبابات، فيما شوهدت عدة طائرات حربية وأخرى عمودية تابعة للقوات الجوية الجزائرية في سماء ولايات تبسة والطارف وسوق هراس وكذا ولاية الوادي جنوبا حيث تحلق على مدار الساعة.