القضاء على 10 إرهابيين بينهم الأمير الذي حاول اغتيال بوتفليقة في باتنة أعلنت قيادة الجيش الوطني الشعبي، حربا استباقية ضد معاقل تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، عشية انطلاق الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل المقبل، حيث ضاعفت القوات الأمنية وتيرة العمليات العسكرية في محاور ساخنة بالنشاط الإرهابي، في وجود مؤشرات عن عمليات لافتة ضد أتباع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، خاصة في منطقة القبائل والولايات الحدودية بالشرق والجنوب الشرقي على بؤرة الاضطراب مع تونس وليبيا. وتحيل العمليات الجارية لإنذار بدخول قوات الجيش في "مواجهة ثقيلة" قد تمتد إلى ما بعد الاستحقاقات الرئاسية القادمة. وأفادت مصادر مأذونة في تصريح ل«البلاد"، أن وزارة الدفاع الوطني أمرت قوات الجيش بحشد وحدات عسكرية كبيرة وتعزيزات ضخمة في العدة والعتاد، استعدادا لعمليات كبيرة ضد معاقل الجماعات الإرهابية الناشطة في عدة ولايات، خاصة في الوسط والشرق والجنوب. وفور العملية العسكرية المباغتة التي انتهت بالقضاء على سبعة إرهابيين، بينهم أميران في ولاية تبسة، انتشرت وحدات تابعة للقوات الخاصة تنتمي للجيش الوطني الشعبي، بكثافة واتخذت مواقع لها بعدة مناطق على طول المناطق الحدودية الشرقية مع تونس. كما شوهدت هذه الوحدات وهي تتنقل على مدار الأيام الماضية بكامل عدتها القتالية مرفوقة بآليات عسكرية، وهي متوجهة إلى الشريط الحدودي للولايات الحدودية تبسة وسوق أهراس والطارف، والتي لا تزال تشهد توافد تعزيزات أخرى للقوات البرية لسلاح المشاة والدبابات. فيما شوهدت عدة طائرات حربية وأخرى عمودية تابعة للقوات الجوية الجزائرية في سماء ولايات تبسة والطارف وسوق هراس، وكذا ولاية الوادي جنوبا، حيث تحلق على مدار الساعة. ولاحظ سكان في مناطق جبلية بمنطقة القبائل، خاصة في ولايات تيزي وزو والبويرة وبجاية، حشد قوات عسكرية كبيرة تنفذ عمليات تمشيط منذ أيام، بالتوازي مع زيارات قادت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، إلى ولايات تحتضن "الفلول" من الجماعات الإرهابية، واحتكم الوضع الأمني في منطقة القبائل للهدوء النسبي على مدار السنتين الماضيتين، وتحول التنظيم الإرهابي في المنطقة، طيلة الأشهر الماضية، لأسلوب "خطف الرهائن" والإفراج عنهم تحت الضغط والتعبئة الشعبية، لكن العمليات المتمركزة في المنطقة، هذه الأيام، توحي بأنها عمليات استباقية لمخططات مفترضة ينذر بها "انكفاء" تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" عن العمليات التفجيرية لأشهر طويلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. وقد تمكنت قوات الجيش من التوغل داخل المرتفعات الجبلية الواقعة في حدود مزرانة وكذا بلدية أغريب بولاية تيزي وزو، مستعينة بمروحيات حربية إلى جانب القصف الجوي. وخلفت العمليات الأولية مصرع أربعة إرهابيين. كما تمكنت قوات الجيش الوطني الشعبي، ليلة أمس الأول، من القضاء على إرهابي خلال كمين محكم نصبته وحدة عسكرية بالقرب من قرية أولاد بن فوضيل بأعالي القاديرية المحاذية لجبال ذراع الميزان على نحو 30 كلم غرب مدينة البويرة. وتتنوع التقارير عن نتائج العمليات بين القضاء على إرهابيين، توقيفهم، أو تسليمهم أنفسهم، وتنفيذ عمليات تمشيط، تفكيك شبكات إسناد وتفكيك قنابل وتدمير كازمات. وتحيل زيارات قادت رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، لولايات بعينها، لعمليات عسكرية مفتوحة في تلك المناطق، واختار الفريق ڤايد صالح ولايات باتنة وجيجل وخنشلة وكذا تلك المترابطة بجبال بوكحيل. وتكمن أهمية المنطقة في وجود مؤشرات عن محاولات ربط اتصالات بمسلحين في تونس وليبيا، حيث يعيش البلدان وضعا أمنيا غير مريح ولا يخضع للمراقبة، خاصة في ليبيا. وأفاد مصدر "البلاد" أن عمليات المراقبة التي تقودها مصالح الأمن على الحدود الشرقية شملت كل النقاط الحدودية الحساسة، بما فيها النقاط والثغرات التي اعتاد أن يسلكها مهربو الوقود والمخدرات، انطلاقا من أقصى حدود بلدية بني قشة ناحية ولاية تبسة، مرورا ببلدية الطالب العربي وانتهاء بأقصى حدود بلدية دوار الماء، ناحية ولاية ورڤلة، حيث تسبب ذلك في شلّ نشاط جماعات التهريب هذه الأيام. كما امتدت المراقبة الأرضية والجوية إلى غاية أدغال ولاية الوادي، حيث يقع المثلث الحدودي الخطير الذي يربط بين الجزائروتونس وليبيا. يذكر أن الجيش الوطني الشعبي نفذ العديد من العمليات النوعية خلال الأسبوع الماضي أهمها في ولاية تبسة أسفرت عن القضاد على 7 إرهابيين بينهم قيادي بارز في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". إضافة إلى عملية أخري في ولاية تيزي وزو أسفرت عن القضاء على ارهابيين اثنين.