حذر الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، من عودة التجارة الموسمية مع حلول كل مناسبة دينية أو موسمية على غرار شهر رمضان الكريم، عيد الفطر، عيد الأضحى، الدخول المدرسي وفصل الصيف، حيث ينشر الباعة طاولاتهم على الأرصفة والطرقات وأمام محلات التجار القانونيين من دون حسيب ولا رقيب، ويعرضون السلع الخاصة بأي مناسبة منها من دون حصولهم حتى على ترخيص من طرف مديريات التجارة بالولايات. واعتبر بولنوار أمس في ندوة صحفية عقدت بمقر المنظمة بمحمد بلوزداد، أن التجارة الموسمية تعد منافسا غير شرعي للتجارة الدائمة وتضر الاقتصاد الوطني بشكل عام، خاصة وأنها تدخل في إطار التجارة الموازية، فضلا عن أنها تشوه وجه التجارة وتؤثر على التجار القانونيين الذين ينتظرون هذه المناسبات لتعويض ما خسروه طوال السنة، كاشفا عن أن التجارة الفوضوية تساهم في الترويج لكل الممنوعات من السلع بما فيها المهربة والمسروقة، بالنظر إلى أن بارونات المخدرات حاليا أصبحوا يستغلون الشباب الناشط في السوق السوداء وخارج القنوات الرسمية لتمرير السلع الممنوعة. وقال بولنوار إن التسيير الكارثي من طرف "الأميار" للمشارييع التجارية كالأسواق الجوارية هو سبب تفشي وعودة التجارة الموازية، داعيا السلطات المعنية وعلى رأسها وزارة التجارة لتنظيم جميع النشاطات التجارية ووضعها في إطارها القانوني، إضافة إلى القضاء على كافة نقاط التجارة الفوضوية عبر الوطن، مشيرا إلى أن الرقم المتعلق بعدد التسممات الغذائية والذي قدرته وزارة التجارة بحوالي 1800 حالة خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، يعود للسلع المتداولة عبر نقاط البيع الموازية التي لا تحترم شروط النظافة والتبريد، مطالبا في هذا الصدد مصالح الصحة والوقاية المتواجدة على مستوى 1541 بلدية عبر الوطن، بتفعيل دورها والتقليل من الإصابة بخطر التسممات. وأشار المتحدث إلى دعوة وزارة التجارة للوقوف على التجارة الخارجية وتشديد الرقابة عليها، لا سيما وأن عديد المستوردين حاليا يغيرون نشاطاتهم التجارية ما من شأنه أن يفقد التخصص وحدوث فوضى على مستوى نقاط الاستيراد بافتقاد المستوردين للخبرة في التعامل مع السلع المستوردة وعدم درايتهم لطريقة التعامل معها وحفظها نظرا لتغيير نشاطهم المتكرر.