حذر الاتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين من مغبة وقوع التجار الشباب، الذين تم استبعادهم من ممارسة التجارة الفوضوية بالقضاء على الأسواق الموازية، بين أيدي بارونات السوق السوداء وشبكات التهريب المتضررين الأوائل من حملة وزارتي الداخلية والتجارة، والذين سيدفعون هؤلاء الشباب إلى الفوضى والتظاهر. قال الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، ل''الخبر''، بعد انتهاء الندوة الجهوية لمكاتب الشرق بعنابة، إن من وصفهم ببارونات السوق السوداء وشبكات التهريب هم أكبر المتضررين من عملية إزالة الأسواق الفوضوية عبر الوطن، حيث كانت هذه الفضاءات وسيلة مثلى لتمرير منتوجاتهم المقلدة والفاسدة والممنوعة باستعمال تجار شباب عديمي المستوى، وفي الغالب بطالون. ويتخوف الحاج الطاهر بولنوار من الزج بهم من قبل هؤلاء البارونات وشبكات التهريب في الفوضى، طالما أن الحكومة أخذت على عاتقها إزالة هذه الأسواق الموازية وتوفير فضاءات تجارية قانونية لفائدتهم. وتحدث نفس المصدر عن بارونات ومستوردي المفرقعات في الجزائر الذين كانوا أيضا يجدون ملاذا آمنا لبيع هذه السلع في الأسواق الموازية، حيث يتخوف هؤلاء، برأي بولنوار، من خسارتهم لطلبياتهم من المفرقعات التي تقدر بالملايير، طالما لن يجدوا أين يعرضونها مستقبلا. وحذر ممثل اتحاد التجار، الشباب من استغلالهم من قبل هذه الشبكات لإثارة الفوضى، ودعاهم إلى التقرب من مصالح التجارة والهيئات المعنية لتسجيل أنفسهم والاستفادة من الإجراءات الجديدة، المتعلقة أساسا بالإعفاء من الضرائب خلال السنوات الأولى من النشاط وغيرها من الامتيازات. وأكد بولنوار أن اتحاد التجار شرع في حملات تحسيسية في الوسط والشرق، والأسبوع القادم في وهران، للتحسيس بهذه الإجراءات الجديدة وضرورة الاستفادة منها. بارونات السوق السوداء متخوفون من إلزامية التعامل بالصكوك البنكية وفي سياق متصل، أكد الحاج الطاهر بولنوار أن بارونات السوق السوداء متخوفون من قرار وزارة التجارة الأخير الخاص بالتعامل بالصكوك البنكية، في التعاملات التجارية التي تزيد قيمتها عن 50 مليون سنتيم، حيث أن القرار سيشرع في تطبيقه في بداية 2013، وهو ما جعل هذه الشبكات في حيرة من أمرها، مؤكدا أن اتحاد التجار يثمن قرار وزارة التجارة. وقال المتحدث إن ندوة أمس التي جمعت بعنابة ممثلي اتحاد التجار في ولايات الشرق بحضور ممثلين عن وزارة التجارة والأمن الوطني وفيدرالية حماية المستهلك، تطرقت إلى الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الأسواق، حيث حذر المشاركون من الأطراف التي تمون الأسواق الفوضوية بمنتوجات مقلدة وممنوعة وغير صالحة، وفي هذا الإطار أحصت اللجنة الوطنية لاتحاد التجار عدة مساحات غير مستغلة ومغلقة منذ عدة سنوات، حيث أكد ممثلو تجار عنابة أن هناك أكثر من 15 مساحة مغلقة، وإذا استغلت يمكن أن تستوعب التجار الفوضويين في الولاية، مثلها مثل وهران والعاصمة والبليدة وقسنطينة والشلف. وطالبت اللجنة الوطنية السلطات العمومية بالتحقيق في هذه المساحات والفضاءات المغلقة وأسباب غلقها، كون ممثلي التجار متخوفين من الاستيلاء عليها من طرف أناس غرباء وتصبح فضاءات لأغراض أخرى. وتساءل الحاج الطاهر بولنوار عن سبب إقدام الحكومة على بناء فضاءات تجارية جديدة في حين أن هناك فضاءات غير مستغلة. واقترح اتحاد التجار على الحكومة تأسيس لجنة حكومية تضم ممثلي وزارات التجارة والزراعة والعمل والتشغيل والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمالية والصحة والبيئة، تكلف بدراسة آليات القضاء على الأسباب التي تؤدي إلى انتشار السوق السوداء والموازية في الجزائر.