* مدير الصحة يعترف ويعد بتحسين الوضع لا يزال سكان العديد من الأحياء والبلديات تعاني من التقص الكبير في الخدمات الصحية حيث طالب قاطنوها بإنجاز عيادات جوارية إضافة الى تحسين الخدمات بمصالح الاستعجالات الواقعة في المدن. فالخدمات الصحية باتت هاجسهم منذ سنوات، وهو ما أثار حفيظة هؤلاء وأجبرهم على قطع مسافات للتنقل إلى المراكز الصحية الواقعة بالبلديات الكبيرة كالقليعة وحجوط وشرشال وتيبازة. اعتقد سكان المناطق الغربية الجبلية والبلديات الجنوبية الريفية بولاية تيبازة أن انتهاء العشرية السوداء سيكون نهاية لمعاناتهم وتحسن مستوى معيشتهم وتحسين الخدمات الصحية بعد أن كان الأطباء والممرضون يخشون العمل في تلك المناطق بسبب تدهور الوضع الأمني حتى بعد سنة 2000 حيث عرفت بلديات بني ميلك وسيدي سميان ومناصر واغبال وسيدي اعمر وبوركيكة ومراد اعتداءات إرهابية واضطرابات أمنية جعلت الأخصائيين والأطباء يرفضون العمل في العيادات الموجودة في هذه البلديات، غير أن الواقع الذي يعيشه السكان اليوم يؤكد أن لا شيء تغير حيث لا تزال بعض العيادات عبارة عن هيكل بلا روح لانعدام الأجهزة والأطباء والممرضين وإغلاق ابوابها باكرا، الأمر الذي يدفع بهم الى التنقل على مسافات طويلة لتلقي العلاج خاصة في حالة الولادة . وأعرب قاطنو هذه البلديات عن سخطهم واستيائهم الشديدين بسبب المعاناة اليومية التي يتخبطون فيها، لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال، في ظل غياب هذا المركز الذي طالما رفعوا بشأنه العديد من الشكاوَى إلى السلطات الوصية منذ سنوات، مطالبين بضرورة تحسين الخدمات الصحية بهدف رفع الغبن عنهم حتى يتسنى لهم تلقي العلاج داخل حيهم، خصوصا في الحالات الاستعجالية أو في حال أخذ حقنة، بدلا من عناء التنقل إلى المراكز المجاورة. وحسب هؤلاء فإن تنقلهم إلى العيادة متعددة الخدمات ليلا لتلقي الإسعافات الأّولية بات يؤرق راحتهم لاسيما في الفترة المسائية، لأن المصلحة الاستعجالية القريبة منهم تبعد بحوالي 5 كلم. وأكد المواطنون إن الأمر بات لا يحتمل خصوصا في أوقات متأخرة من اللّيل بسبب إغلاق المؤسسات الصحية حيث يطالب السكان بالمناوبة الليلية. اختلالات القطاع والمدير يعترف ويعد بتحسين الخدمة وكانت لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي قد قدمت تقريرا مفصلا حول واقع القطاع بالولاية، حيث كشف هذا الأخير النقائص الكبيرة من حيث العامل البشري والتجهيزات واختلالات في نظام العمل والمناوبة وانعدام خارطة صحية حقيقية من شأنها ان تضمن الخدمات الصحية بشكل أفضل. وأشار التقرير الى النمو الديمغرافي الذي تعرفه الولاية من سنة إلى أخرى، مما يستوجب قدرات بشرية ومادية هائلة للاستجابة لمطالب المواطنين في العيادات الجوارية والمستشفيات، حيث بلغ عدد السكان سنة 2013 (640356 نسمة)، موزعين على مساحة 1707.5 كلم 2، اي بكثافة سكانية تقدر ب375 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد. وتشكل دوائر القليعة، بواسماعيل وفوكة لوحدها نسبة 42.82 في المائة من سكان الولاية، فيما تشكل المناطق الجبلية 20 في المائة، اي 366 كلم، الهضاب 34 في المائة أي 577 كلم، والسهول 46 في المائة، اي 794 كلم على التوالي. من جهته اعترف مدير الصحة والسكان لولاية تيبازة، السيد جسيم عمراني، بنقائص القطاع ومعاناة المواطنين في مجال إجراء مختلف الفحوصات الطبية، الأشعة والتحاليل، مشيرا الى نقص الوسائل البشرية جعل المواطنين يعانون في مجال الفحوصات الطبية والتحاليل التي تجبرهم على التنقل من بلدية لأخرى ومن عيادة الى مستشفى، رغم أن حصيلة نشاطات المؤسسات العمومية للصحة والتغطية الصحية بالولاية، تشير الى التكفل الشامل حسب ما جاء في محتوى التقرير، إذ بلغ عدد الفحوصات العامة الاستعجالية 1278000، مقابل 12661826 في 2013. وأضاف المتحدث أن المؤسستين الاستشفائيتين لحجوط والقليعة، تعد من اهم الهياكل الصحية العمومية بولاية تيبازة، حيث إن طاقة الاستيعاب للأولى تبلغ 238 سريرا، ويتواجد بها 794 سلكا طبيا، بينهم 68 طبيبا أخصائيا، 49 طبيبا عاما، وصيدلي مختص، مقابل 334 سريرا للمؤسسة العمومية الثانية، بمجموع 1303، بينهم 11 جراح أسنان، 95 طبيبا عاما و408 شبه طبيين، تليهما مؤسسات سيدي غيلاس وقوراية، فتيبازة، بواسماعيل، شرشال، الداموس، المؤسسة الاستشفائية المتخصصة "الأم والطفل" بعاصمة الولاية، والمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراش العقلية بالناظور، حيث تم تدشينها في 2014 من طرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بسعة 120 سريرا، مقابل 211 صيدلية للقطاع الخاص عبر 28 بلدية. وقال المدير إن مصالحه ستعطي الأولوية للاستثمار في القطاع والتكوين لتوفير المورد البشري حيث تجري الأشغال على قدم وساق بكل من مصلحة الاستعجالات الطبية بشرشال، حجوط، سيدي راشد، مسلمون، الناظور، بواسماعيل، القليعة والداموس غربي الولاية على التوالي، حيث بلغت قيمة الميزانية التكميلية للقطاع 1050000000دج، ل 2014. كما أن معهد تكوين شبه الطبيين بحجوط سيخرج 400 ممرض سنويا وسيتم توزيعهم على مختلف المؤسسات الاستشفائية.