مصر تطالب بنزع سلاح الميليشيات الليبية لتجاوز الأزمة صواريخ "مجهولة" تستهدف مطارا حيويا في شرق ليبيا عقد 70 عضوا بالمؤتمر الوطني الليبي "البرلمان"، أعلى سلطة في البلاد، جلسة قصيرة مساء أمس بطرابلس، اتخذوا فيها قرارًا بإعلان حالة الطوارئ في البلاد، كما كلفوا عمر الحاسي المرشح السابق لرئاسة الوزراء بتشكيل حكومة أزمة. ورفض المؤتمر الاعتراف بكافة قرارات مجلس النواب المنعقد في طبرق. وأعلن النواب الليبيون المجتمعون في مدينة طبرق شرقي البلاد اختيار العقيد عبد الرزاق الناظوري رئيسا للأركان العامة للجيش، في وقت أكد فيه قادة الجيش التابعون لرئاسة الأركان العامة تمسكهم باللواء ركن عبد السلام جاد الله العبيدي ليبقى في هذا المنصب. وأعلن قادة الجيش المجتمعون في قاعدة طرابلس الجوية رفضهم القاطع للقرارات التي اتخذها البرلمانيون المجتمعون بمدينة طبرق، معتبرين أن منطقة طبرق العسكرية والوحدات الواقعة في نطاقها أصبحت خارج سيطرة الجيش ورئاسة أركانه. كما أكد هؤلاء القادة العسكريون -في بيان صادر عنهم- رفضهم جر المؤسسة العسكرية للدخول في التجاذبات السياسية. وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول الإعلام بديوان مجلس النواب محمد التومي قوله إن "المجلس صوت لانتخاب العقيد عبد الرزاق الناظوري رئيسا للأركان العامة للجيش الليبي، ورقاه إلى رتبة لواء". وأوضح أن الناظوري فاز ب88 صوتا من 124 نائبا حضروا الجلسة، كما اختار المجلس متحدثا رسميا باسمه من بين النواب. وكان مجلس النواب قد استجوب في العاشر من الشهر الجاري اللواء العبيدي، وحمله النواب مسؤولية تردي الأوضاع في البلاد وعدم بناء المؤسسة العسكرية، إضافة إلى دعمه للكتائب المسلحة المنضوية شكليا تحت رئاسة الأركان العامة. وأكد فيه النواب المجتمعون بطبرق دعمهم للجيش الوطني في مواجهة قوات "فجر ليبيا" و"كتيبة أنصار الشريعة" التي اعتبروها جماعات إرهابية خارجة على القانون، وأنها أصبحت هدفا للجيش الليبي. لكن قادة الجيش المجتمعين بطرابلس أعلنوا رفضهم لما تقوم به القوات التي تسمي نفسها الجيش الوطني والمعروفة بعملية الكرامة ويقودها من وصفوه بالمجرم اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وأنذروا من ينتسب إليها بالملاحقة القانونية. من ناحية أخرى، أعلن مدير مطار الأبرق الدولي في شرق ليبيا أن صواريخ أصابت المطار أمس، لتستهدف واحداً من عدد قليل من المطارات العاملة في البلاد مع تصاعد العنف بين الكتائب المسلحة. وأصبح مطار الأبرق الواقع شرقي بنغازي بوابة عبور حيوية إلى ليبيا، منذ أن ألغت مصر وتونس جميع الرحلات تقريباً إلى العاصمة طرابلس وغرب ليبيا الأسبوع الماضي لأسباب أمنية. وقال مدير مطار الأبرق أبو بكر العبيدي إن المطار لا يزال يعمل بالرغم من الهجوم الذي شنه مهاجمون مجهولون استخدموا قاذفة صواريخ جراد، ولم تلحق أضرارا بالمطار. وفي القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على ضرورة العمل للوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا ووضع حد للمعاناة الإنسانية والمعيشية التي يتعرض لها أبناء الشعب الليبي الشقيق، مقترحا مبادرة لسحب السلاح الذي تحمله مختلف الميلشيات في ليبيا دون تمييز وبشكل متزامن. وطالب شكري، في كلمته خلال اجتماع دول جوار ليبيا المنعقد في القاهرة الاثنين، بضرورة أن يتبع ذلك وربما يبدأ معه إطلاق حوار وطني شامل يضم كافة الأطراف التي تنبذ العنف وترضى بوضع السلاح جانباً للتوافق حول كيفية الانتهاء من المرحلة المضطربة الحالية، والمضي في بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية التي يتوق إليها الليبيون. وشدد على أهمية الاجتماع الوزاري لدول جوار ليبيا لأنه الآلية التي تهدف إلى بحث كافة المبادرات والمقترحات الممكنة لدعم ومساعدة الشعب الليبي الشقيق على استعادة أمنه واستقراره وإعادة بناء دولته ومؤسساتها، وهو الجهد الذي نأمل أن تنعكس آثاره الإيجابية على أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها.