بعد أكثر من شهر من الاقتتال مع ميليشيات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود ما يطلق عليه عملية الكرامة في ليبيا أعلنت أمس ميليشيات مصراتة والكتائب الإسلامية المتحالفة معها في «قوات الفجر الجديد» سيطرتها على مطار طرابلس الدولي وقد أوردت وسائل إعلام أن عناصر تابعة لميليشيات الزنتان أضرمت النار في مبنى مطار طرابلس إثر انسحابها وبهذا تكون فقدت هذه الميليشيات المتحالفة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر سيطرتها على أهم و أكبر المطارات في البلاد. أ.ب «الوكالات» هذا وبعد القصف الذي استهدف مواقع لقوات فجر ليبيا في طرابلس أول أمس من قبل طائرات مجهولة الهوية اتهمت الأخيرة على لسان المتحدث باسمها مصر والإمارات العربية المتحدة بشنّ تلك الغارات، الاتهام الذي رفضته القاهرة والإمارات جملة و تفصيلا. وفي السياق ذاته أكّد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح عيسى أن البرلمان الليبي لم يقدم أي طلب للمجتمع الدولي من أجل التدخل لتوجيه ضربات عسكرية داخل الأراضي الليبية ضدّ المليشيات المسلحة التى تنشط فى البلاد. وقال عيسى في تصريح خاص لقناة (سكاي نيوز) العربية الإخبارية أمس «إننا لم نطلب تدخل المجتمع الدولي لتوجيه ضربات عسكرية داخل ليبيا حتى الآن ولكن نطالبه بحماية الليبيين وحقن دمائهم ولمنع تدفق السلاح من الخارج». وأضاف رئيس مجلس النواب الليبي أن «بلاده لم تصل إلى المرحلة التى تطالب فيها بالتدخل لتوجيه ضربات عسكرية على ليبيا» مؤكدا أن «الشعب الليبي سيحسم أمره بنفسه خلال الأيام القادمة». هذا وقد صنّف المجلس «قوات فجر ليبيا» و»جماعة أنصار الشريعة « ك «مجموعات إرهابية خارجة عن القانون»، قائلا إنه سيدعّم الجيش لمحاربتها وذلك في بيان تلاه أحد النواب في الساعة الأولى من صباح أمس عقب استيلاء ميليشيات إسلامية على المطار. وقال المجلس في البيان إن «الجماعات التي تتحرك تحت مسمى (فجر ليبيا) و(أنصار الشريعة) جماعات إرهابية خارجة عن القانون محاربة لشرعية الدولة». وأضاف إنها «هدف مشروع لقوات الجيش الوطني الليبي الذي نؤيده بكل قوة لمواصلة حربه حتى إجبارها على إنهاء أعمال القتال وتسليم أسلحتها». وقد عيّن مجلس النواب الليبي أمس العقيد عبدالرزاق الناظورى رئيسا جديدا لأركان الجيش الوطني الليبي. ويأتى اختيار الناظوري خلفا للواء عبد السلام العبيدي البرعصي الذي أقاله المجلس بعد جلسة استماع وتحقيق معه الأسبوع الماضي بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في العاصمة طرابس ومدينة بنغازي شرقا. هذا وكان قد دعا المؤتمر الوطني العام الليبي المنتهية ولايته السبت أعضاءه إلى الاجتماع في جلسة طارئة اليوم على الرغم من انتخاب هيئة تشريعية أخرى فى 25 جوان السابق وستناقش جلسة اليوم حسب رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي نوري أبو سهمين تداعيات استيلاء قوات فجر ليبيا على مطار طرابلس والمعسكرات المحيطة به بجانب مناقشة طلب دولي محتمل للتحقيق فى قصف مقاتلات لمواقع بطرابلس والتأكد من الدولة التى تقف وراءه. وفي استمرار مخيف لمسلسل العنف بشكل عام والتضييق على الممارسة الإعلامية والصحفية هاجمت مجموعة مسلحة أمس مقر قناة (العاصمة) الفضائية بمنطقة قرجي بالعاصمة الليبية طرابلس. وقالت القناة في موقعها إن مسلحين من «فجر ليبيا» اقتحموا مقرها وأوقفوا البث و»المجموعة المسلحة قامت بالعبث بمحتويات القناة ودمّرت عددا من الأجهزة بها وأحرقت بعض المكاتب». إن الخطوة التي اتخذها مجلس النواب الليبي بتصنيف ميليشيات «فجر ليبيا» في خانة الجماعات الإرهابية سيفتح فصلا جديدا من المواجهة مع تلك الميليشيات التي أصبحت تشكل تهديدا واضحا للأمن القومي في ليبيا وحجر عثر في وجه التحول الديمقراطي المنشود والمؤجل إلى إشعار آخر بسبب غياب دولة مؤسسات قادرة على قيادة هذا الفراغ الذي خلّفه إسقاط العقيد القذافي ونظامه على يد ميليشيات يدعمها الناتو.