يمكن اليوم تصنيف فرنسا ضمن الدول الأكثر عداء للعرب والمسلمين عموما وللجزائريين خصوصا في العالم،بعد سلسلة القرارات العنصرية التي تضع جدارا فاصلا بين الفرنسيين الأصليين والمهاجرين وهو ما يحدث لأول مرة منذ سقوط ألمانيا النازية بزعامة أودلف هتلر. وإذا وصفنا هتلر بالنازي الأكبر في تاريخ أوربا الحديث، فإن ساركوزي يلاحق اليوم لوبان الأكثر كراهية للعرب والمهاجرين من أجل لقب النازي الأصغر. ساركوزي اليوم ولاعتبارات عديدة تفوُق على منظُر الكراهية للمهاجرين في فرنسا لأنه يملك مفاتيح اتخاذ القرار،فهو الذي يبحث اليوم في أصول الفرنسيين ويهدد كل من يخالف القوانين الجائرة بسحب الجنسية ، وهذا يعني إعادة عشرات الآلاف من الفرنسيين غير الأصليين إلى بلدانهم الأصلية. ومنذ عهد الكنيسة في روما لم يحدث في التاريخ الحديث أن شنت دولة غربية هجوما ساحقا على الهوية والدين بمثل هذا الذي يقوده ساركوزي باسم الدولة الفرنسية ضد العرب والمسلمين وكل رموز الديانة المحمدية. وبالمناسبة، لا يمكن فصل ما يقوم به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن الهجوم المركز الذي يتعرض له الفرنسيون كرعايا وفرنسا كبلد من قبل الجماعات الإرهابية التي منحتها الرعونة الفرنسية الكثير من حجج الضرب وقد يمنحها ساركوزي تعاطف المزيد من المهاجرين بسبب سياسته العدائية للعرب والمسلمين، تماما كما منح جورج بوش ذات يوم للقاعدة شرعية ضرب كل ما يرمز للغرب عموما والولايات المتحدةالأمريكية خصوصا. وإزاء الاندفاع الفرنسي الساركوزي ضد المهاجرين، من المتوقع أن تزداد حدّة العنف وتتصاعد مؤشراته سواء داخل التراب الفرنسي أو خارجه ،وهو أمر سيزيد من تكلفة التغطية الأمنية لحماية المصالح الفرنسية تماما مثلما يحدث لبلاد العم سام بسبب سياسة العداء للعرب والمسلمين التي رسخها بوش الإبن و يحاول الرئيس أوباما عبثا بعد ذلك إصلاح التشوهات التي لحقت بالوجه الأمريكي أمام العالم الإسلامي.فلماذا لا يقرأ ساركوزي كتاب أمريكا؟