جمعية حماية المستهلك: 80 بالمائة من الأدوات المدرسية مغشوشة تجتاح هاته الأيام في عدة مدن عبر الولايات، مستلزمات مدرسية رديئة وغير مطابقة لمعايير الجودة والصحة في نفس الوقت. وتكشف المعطيات عن تداول كبير من الأدوات المدرسية المستوردة من عدة دول آسيوية، يشتبه في احتوائها على مواد مشعة، وهي المواد التي تباع بأثمان بخسة بعدد من المناطق، تزامنا مع الدخول المدرسي. وفي إطار تحري هذه المعلومة، قالت مصادر مرتبطة بتجارة الأدوات المدرسية محليا أن نسبة مهمة جدا من الأدوات التي يتم ترويجها حاليا بمختلف الجهات وخاصة لدى الباعة العشوائيين يتم استيرادها فعلا من الصين إما عن طريق وسطاء في فرنسا أو تركيا، وجاءت هذه الحملة الواسعة التي تشنها مصالح الأمن ضد باعة الأدوات المدرسية غير المطابقة للمواصفات المؤشر عليها من قبل الدولة في ظل ورود عديد المعطيات تؤكد وجود عدد من المستلزمات المدرسية المستوردة، ومنها أقلام ملونة وأقلام رصاص ومواد بلاستيكية وغيرها، ومع ذلك فالإقبال عليها كبير بسبب تصميماتها المغرية وألوانها المبهجة رغم أن هناك دراسات طبية حديثة تحذر منها لأنها تصيب الأطفال بالحساسية والربو والأمراض السرطانية. فمثلا أسرت مصادر عليمة ل«البلاد" أن المصالح المختصة بالشلف ضبطت صاحب مكتبة كبيرة تقع وسط ذات المدينة، لقيامه بعرض ما يقرب 9 آلاف قطعة وأدوات مدرسية ومستلزمات دراسية مجهولة وغير مطابقة للمواصفات في إطار الحملات التي شكلتها مديرية أمن الولاية لتنقية أسواق المكتبات من المستلزمات المغشوشة تطبيقا لمخطط المديرية العامة للأمن الوطني وكذلك منع استغلال أولياء الأمور بزيادة أسعار الكتب الخارجية والكشاكيل والكراسات . وأكدت بعض التحريات المبدئية، وجود عدد من المكتبات بقلب المدينة تستغل الإقبال المتزايد على شراء الأدوات والمستلزمات الدراسية مع بدء العام الدراسي الجديد 2014 / 2015 وتقوم بعرض كشاكيل وكراسات وأقلام جافة ورصاص وأقلام ألوان خشبية ومساطر أجنبية الصنع بدون فواتير ومجهولة المصدر وغير مطابقة للمواصفات، وتم استدعاء التاجر للتحقيق معه من أجل تحرير محضر قانوني مع احتمال عرض المشتبه في تورطه في هذه القضية على النيابة العامة للشروع في تحقيق قضائي ضده. وبلغة الأرقام، تكشف جمعية حماية للمستهلك عن إحصاء ما يناهز 80 في المائة من الأدوات المدرسية المنتشرة بالأسواق رديئة الصنع ومجهولة المصدر مصنعة من المخلفات الطبية والقمامة. وعزا المصدر الذي رفض الكشف عن هويته مخاوف جمعية المستهلك من هذا الغزو اللافت لهذه المواد إلى خطورتها على الأطفال خاصة المنتجات الصينية لأنها غير مطابقة للمواصفات فمثلاً نجد أن سعر 6 أقلام رصاص يقل عن 15 دج لكن ثمنها لدى المنتج الجزائري يفوق ما هو متداول بعشرة دنانير، مضيفا أن هذا الفارق يدل على أنها خطيرة جداً، فيما يلجأ البعض إلى اقتناء الماركات الأجنبية أو المحلية وذلك لجودتها العالية رغم ارتفاع سعرها. يشار إلى أن وزارة التجارة لجأت هذه السنة إلى القيام بحملات مشتركة مع اتحاد التجار والحرفيين للتنبيه على ضرورة الحد من إغراق الأسواق بالسلع المقلدة ومجهولة المصدر والتي لا تتطابق والمعايير المسموح بها قانونا، مع توجيهها تعليمات لفرق الجودة وقمع الغش بضبط تلك السلع من الأرصفة وتحرير محاضر قانونية في حق أصحابها.