قدمت المطربة الغينية "سيا طولنو" في ثاني يوم من المهرجان الدولي ل"الجاز" بقسنطينة، عرضا ملونا بإيقاعات الإفروبيت وهو نوع من الموسيقى المستلهمة من طبوع الفانك والجاز والجروف والهاي لايف. وخلال هذه السهرة "المهداة لإفريقيا والنساء"؛ أدت سيا طولنو بصوتها القوي الذي وشح منصة المهرجان أغاني "أفريكان وومن" و"واكا واكا" وأيضا "موكا موكا" ومقاطع أخرى من ألبومها الأخير. وتتناول فيها وبلغتها الأصلية وبالإنجليزية مواضيع ملتزمة مثل الوحدة بين الأفارقة والفقر وظروف معيشة المرأة الإفريقية. وبصوتها القوي والدافئ تواصلت المغنية الغينية مع الجمهور الحاضر بحماس صنع أوقاتا جميلة من التعاطي الموسيقى الرائع. وتجاوب الجمهور القسنطيني كثيرا مع أداء المطربة ورقص على إيقاعات أغانيها وروح موسيقى الروك المطبوعة بألوان إفريقيا الغربية. وعلى هامش العرض عبرت "سيا طولنو" عن التزامها بالدفاع عن قضايا القارة الإفريقية. كما رافعت من أجل دور رئيسي للأفارقة في تنمية قارتهم. وذكرت المطربة الغينية بنوع من الحدة والغضب الذي غذته طفولتها الصعبة وتجربة الحرب التي عاشتها في بلدها الأصلي أنها "تناضل من أجل حق النساء والأطفال في العيش في إفريقيا جديدة". كما سمح الجزء الأول من السهرة للجمهور الحاضر باكتشاف عازف الساكسوفون الفرنسي سيلفان بوف ومجموعته رفقة كل من ماني كوجيا على القيثارة وجوليان شارلي على الباتري و كريستوفر فالان على آلة الباس. وأمتع سيلفان بوف الجمهور بأدائه متنقلا من "ريفير اونج "إلى "ملاكي "و مقطوعات أخرى مليئة بالحيوية و المشاعر الجميلة في ظل مزيج متقن من الجاز والطبوع الأخرى. وسحر العازف الجمهور الذي تابع بكل شغف ثنائيات من الساكسو والباس ومع آلة الباترى تخللتها أيضا بعض المقاطع المرتجلة التي ألهبت القاعة. وعبر العازف سيلفان بعد عرضه عن إعجابه الكبير بالاستقبال الحار الذي لقيه من الجمهور القسنطيني والذي دفعه "لتقديم أفضل ما لديه". من ناحية أخرى، تتواصل سهرات الطبعة الثانية من مهرجان "ديماجاز" بقسنطينة، إلى غاية 26 سبتمبر ببرنامج متنوع مهدى إلى إفريقيا مهد الإيقاعات الجميلة. وسيستقبل المهرجان في سهراته القادمة البلجيكيين أنانكا والثنائي الصيني ميستر اند ميس، وكذلك سون كوتي قائد مجموعة إيجيبت 80 وساندرا نكيك. وسيتلقى الجمهور أيضا مع إيقاعات إفريقية أخرى بفضل عازف الغيتار صاحب القدرات الإبداعية العديدة هارفي صامب ومجموعته كما سيستمتع بأداء عازف الباتري سوني طروبي وكذا مجموعة الجاز ذي سانديكاتي. وينشط سهرة اختتام هذه الدورة التي تعد بالكثير والتي تجري بالخيمة التي نصبت بمسرح الهواء الطلق؛ كل من يوري بيونافانتورا وجوان كارمونا وبتي موح.