اتهم رئيس فيدرالية الموّالين، جيلالي عزاوي، السماسرة (معيدي البيع) بالتسبب في الارتفاع القياسي لأسعار الأضاحي هذه السنة، معتبرا أن المدن الكبرى أضحت تخلو من الموالين وتتوفر على مئات نقاط البيع غير الشرعية التي يستولي عليها السماسرة. وأكد جيلالي عزاوي أنه لا مبرر للأسعار الحالية للأضاحي غير الجشع والغاية في الربح السريع من قبل فئة السماسرة الذين استفاد جلهم حسب المتحدث من أسعار جد مخفضة في الأيام الأولى لفتح الأسواق مستفيدين من العبء الذي شكلته آثار الحمى القلاعية على المربين، محملا السلطات جزءا من المسؤولية ومبررا حاجة الموالين لبيع الماشية لتلك الفئة حيث قال "بمجيء الحمى القلاعية كان على وزارة الفلاحة أن تنشئ نقاط بيع جديدة وأن تساعد الموال عن طريق قروض قصيرة المدى حتّى يستطيع أن يموّل ماشيته بالعلف الى غاية فتح الأسواق باعتبار أنّ هذه الأخيرة مغلوقة والسيولة لا تتواجد معهم"، ليضيف قائلا "الأمر الذي دفع بالبزناسية الى شراء كميّات كبيرة واحتكار الأسواق". وقال المتحدث خلال استضافته أمس في منتدى "الخبر" رفقة ممثلين من المصالح البيطرية والشؤون الدينية وحماية المستهلك إن تذبذب توزيع الشعير على المربين وغلاء أسعارها، إضافة إلى ارتفاع أجور الرعاة الذين يتقاضون ما قيمته 75 مليون سنتيم في السنة يساهم في ارتفاع تكاليف الموال وبتالي ارتفاع أسعار الأضاحي. من جهته حمّل رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، وزارة التجارة مسؤولية سبب المضاربة الحالية في أسعار الأضاحي، مؤكدا أنه كان لزاما عليها أن تعمل على إنشاء نقاط بيع مؤقتة كبيرة على أطراف المدن تجمع المستهلك بالموال لتقليص النفقات الإضافية التي يتسبب فيها التجار الموسميون. وشدد زبدي على أن سعر الأضحية التي لا يتعدى وزنها 30 كلغ ينبغي ألا تتجاوز 30 ألف دينار في أحسن الحالات وذلك قياسا بأسعار اللحوم الحمراء في السوق الوطنية. وأفاد زبدي بأن مصالحه سجلت ارتفاعا في سعر الأضاحي بلغ 5 آلاف دينار في الكبش الواحد خلال أيام فقط. وفي الجهة المقابلة قالت المفتشة البيطرية لدى وزارة الفلاحة، سميرة دوايسية، إنّه لا ينبغي تبرئة الموالين بهذا الشكل على اعتبار أن أسعار الأضاحي في المدن الذي يتنقلون اليها للبيع لا تختلف كثيرا عن تلك المسجلة في المدن الكبرى والعاصمة، مؤكدة أن العديد منهم يسجلون شهادات الصحة البيطرية المشروطة لنقل الأغنام على أسماء سماسرة يشترون منهم الأضاحي وبالتالي فإنهم يشجعون هذه العملية التي تتسبب في التهاب الأسعار.