يثير تأمين المجال الجوي في بلدان منطقة الساحل، في ظل الاضطرابات الأمنية في ليبيا ومالي وتونس والنيجر، انشغال السلطات الجزائرية، خاصة بعد استمرار تناحر ميليشيات مسلحة للسيطرة على مطار طرابلس. وفي هذا الصدد، ناقش أمس وزير الخارجية رمطان لعمامرة مع مسؤولي المنظمة الدولية للطيران، عدة قضايا تصدرها ملف التصدي لتهديدات إرهابية محتملة في المنطقة. وقد شكل التعاون بين الجزائر والمنظمة الدولية للطيران المدني، تحديدا محور لقاء مستفيض جمع بمونريال لعمامرة مع السيدين أولومويوا برنار أليو وبنيمين رايمون على التوالي، رئيس المجلس والأمين العام لهذه المنظمة. وخلال هذا اللقاء، عبر مسؤولو المنظمة الدولية للطيران المدني، حسب برقية لوكالة الأنباء الجزائرية عن "ارتياحهم لنوعية العلاقات التي تربط الجزائر والمنظمة منذ عدة سنوات"، استنادا لتصريحات مصدر دبلوماسي جزائري. كما تبادل الطرفان وفقا للمصدر وجهات النظر حول مساهمة المنظمة الدولية للطيران المدني في تعزيز الإجراءات الأمنية في إطار مكافحة الإرهاب في إفريقيا من خلال المركز الافريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب الكائن مقره بالجزائر العاصمة. من جهة أخرى، تطرق لعمامرة ومسؤولو المنظمة إلى آفاق تعميم إعداد وتسليم جواز السفر البيومتري على ضوء آخر أجل حدد بتاريخ 24 نوفمبر 2015 وفقا لمعايير المنظمة. وبهذه المناسبة أعرب الأمين العام للمنظمة الدولية للطيران المدني عن اهتمامه بإجراء زيارة إلى الجزائر في إطار تعزيز التعاون في مجال النقل الجوي. ولم تستبعد مصادر متابعة أن يكون اللقاء قد درس أيضا عدة ملفات مرتبطة بالوضع، أهمها إمكانية تسرب أسلحة متطورة إلى تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة الإجرامية في الساحل، وكذا تأثير الحرب الجارية بين الفرقاء على الوضع الأمني بهذه المنطقة، بالإضافة إلى مواضيع أخرى أمنية تخص بلدان الجوار الليبي.