حذر رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، من تغلغل تنظيم "داعش" المتطرف في ليبيا، إذا لم ينطلق في القريب العاجل حوار سياسي حقيقي بين كل الأطراف. وأوضح ليون أن ليبيا ستصبح حقلاً مفتوحاً لتنظيم "داعش"، وأن بوسعه إطلاق تهديداته من هنا، مشدداً على أن التنظيم المتطرف موجود بالفعل في ليبيا التي تشهد انقساما حادا. وكشف ليون عن اتصالات مستمرة بين جماعات من ورثة تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، إضافة إلى عودة مقاتلين إلى ليبيا، كانوا قد شاركوا في القتال في سوريا والعراق، لافتاً في هذا الصدد، إلى أن كل ما يريدونه هو أن تستمر الفوضى الراهنة وعدم الرقابة السياسية لتعزيز مواقعهم. وفي الأثناء، أقر رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا طارق متري، بأنَّ السلاح تدفق إلى ليبيا بصورة شرعية وغير شرعية في آن واحد، مشيرًا إلى أنَّ بعض الدول تتدخل في الشأن الليبي لحسابات سياسية، بحجة محاربة المتطرفين أو الدفاع عنهم. وفي غمرة الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، كشف متري في حوؤار لموقع "إيلاف" الإخباري أنَّه لا يوجد نفوذٌ كبيرٌ لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" في ليبيا. ولم يوصد متري الباب أمام عبور ليبيا إلى بر الأمان، شرط توافر الإرادة السياسية الداخلية والخارجية لذلك، وأكد أنَّ الشرعية في مكان والقوة في مكان آخر في ليبيا اليوم. ويذكر أنَّ قوات "فجر ليبيا" تسيطر مع جماعات متطرفة على غالبية المراكز الحيوية في ليبيا بينها العاصمة طرابلس، فيما تتواصل الاشتباكات في بنغازي بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر وتشكيلات مسلحة بينها تنظيم "أنصار الشريعة" المتطرف. وقال المتحدث في سياق الحوار "جرى التدخل الدولي في ليبيا في غفلة من الزمن، فبعض الدول الغربية كان مترددًا، وبعضها الآخر كانت له حساباته. روسيا والصين لم تمانعا بل امتنعتا فقط عن التصويت. هناك مجموعة عناصر سمحت بالتدخل الدولي في ليبيا ولم تتوافر في حالة أخرى، من هنا يُمكن القول إنَّه كان تدخلاً استثنائيًّا. مما لا شك فيه أنَّ تهديد معمر القذافي باقتحام مدينة بنغازي والانتقام من الذين ساروا ضده كان جديًّا، وبنغازي كانت فعلاً مهددة بمجزرة، لذلك فإنَّ ما أعطى التدخل العسكري دفعًا وقيمة إنسانية كان الدفاع عن مدنيي بنغازي بوجه جيش القذافي الزاحف إليها، وبالفعل أنقذت بنغازي من مجزرة محققة". ويعتقد المسؤول الأممي أن العقبة الأساس للأزمة الليبية هي تفشي السلاح، متسائلا "كيف يُمكن معالجة هذا الوضع؟ وهل تدخل غربي جديد في ليبيا هو الحل الأمثل لمعالجة هذه الأزمة؟.. التدخل العسكري في ليبيا مستبعدٌ اليوم. سمعنا عن تدخل فرنسي في جنوب البلاد، لكنه موضعي عند حدود النيجر ولا يقصد منه تأمين ليبيا بقدر ما يقصد العائدين من مالي".