مصر تعرض تدريب قوات ليبية لدرء خطر تنظيم "داعش" رفض مجلس شورى ثوار بنغازي وقيادة عملية "فجر ليبيا" الحوار الذي بدأ الاثنين في مدينة غدامس، جنوبي ليبيا، بين عدد من أعضاء مجلس النواب برعاية الأممالمتحدة، وقالا إن هذا الحوار خيانة للثورة والتفاف عليها. وأوضح مجلس شورى ثوار بنغازي في بيان أن المشاركين في الحوار باسم الثوار لا يمثلونه، معتبرا أن الدعوات الحالية للتحاور مبنية على الخداع، وتستهدف إقصاء المجلس وجماعات الثوار الأخرى رغم أنهم الطرف الأقوى. وجاء في البيان أن من يقبل هذه الدعوات يعتبر "خائنا للدين ودماء الشهداء والتضحيات التي بُذلت في سبيل الله، وواقفا في صف العدو". واعتبر الدعوات "مشبوهة" و"متحيزة، ولم "تُبْن على أسس شرعية صحيحة، وستعيد البلاد للمربع الأول من التصفيق للطغاة والتطبيل لهم". وقال مجلس شوري ثوار بنغازي إن الغرض من الحوار الذي دعت إليه الأممالمتحدة "تنازل صاحب الحق عن حقه، والرضوخ لأهل الباطل، والعفو عنهم دون عقاب، والسماح لهم بالعودة إلى طغيانهم". وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون أعلن أن أطراف الأزمة اتفقوا خلال اجتماعهم الاثنين في مدينة غدامس على بدء عملية سياسية لمناقشة كل القضايا الخلافية بصورة سلمية. وقال ليون إن المشاركين اتفقوا أيضا على الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أرجاء البلاد. وشارك في الحوار 12 من النواب الليبيين المقاطعين لجلسات النواب في طبرق، يقابلهم 12 نائبا من المشاركين في تلك الجلسات. ومن جهتها، أعلنت قيادة عملية "فجر ليبيا" في بيان أنها ترفض الحوار مع ما سمتها "قوى الانقلاب"، وأكدت أنها ستستمر في عملياتها العسكرية حتى اجتثاث تلك القوى. وأضافت أن عملياتها ضد المجموعات الموجودة في غربي ليبيا، والمتحالفة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ستستمر حتى إعادة الهيبة للدولة الليبية، ونزع السلاح من أيدي كل من وصفتهم بالعابثين بثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي. وتابع بيان قيادة عملية "فجر ليبيا" أنها لن توقف العمليات العسكرية للمحافظة على ثوابت الثورة، وتساءلت لماذا لم تقع الدعوة إلى الحوار عندما كانت كتائب القعقاع والصواعق تهدد المؤتمر الوطني العام في طرابلس، وعندما كان حفتر يقصف بنغازي. وطردت قوات فجر ليبيا -التي يتبع معظمها رئاسة الأركان الليبية -كتائب القعقاع والصواعق والمدني المتحالفة مع حفتر من مطار طرابلس الدولي ومن مقار ومعسكرات للجيش في محيط المدينة نهاية أوت الماضي. وقبل أيام، بسطت تلك القوات سيطرتها على منطقة ورشفانة غربي العاصمة بعدما أخرجت منها ما يسمى "جيش القبائل" المتحالف مع حفتر. ويقود اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ أشهر ما سماها "عملية الكرامة" ضد ثوار بنغازي. من ناحية أخرى، عرضت مصر تدريب القوات الحكومية التي تقاتل فصائل مسلحة متنافسة في ليبيا في تصعيد لجهودها للقضاء على ما تراه خطرا على استقرارها من الفوضى التي اجتاحت جارتها الغربية. ويمثل هذا العرض أحدث علامة على تدخل قوى عربية متنافسة في ليبيا التي أصبحت ملاذا للمتطرفين وعلى وشك السقوط في هاوية الدولة الفاشلة في الوقت الذي تنشغل فيه الحكومات الغربية بالأحداث في العراق وسوريا. وتحاول مصر إعادة تأكيد نفوذها الإقليمي وفي الوقت نفسه استعادة المساعدات العسكرية التي أوقفتها الولاياتالمتحدة بعد الحملة التي شنتها القاهرة على "جماعة الإخوان".