أعلن الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحافي من طرابلس عن دعمه لمخرجات اجتماع غدامس، وكان بان كي مون قد وصل إلى طرابلس اليوم في زيارة غير معلنة. وقال "أنا هنا لدعم العملية السياسية التي دعا إليها اجتماع غدامس. والتي تتمثل في الحوار السياسي الشامل، الذي يضم مكونات الشعب الليبي كافة. ولا بديل عن هذا الحوار". ودعا بان كي مون الليبيين إلى دعم وقف إطلاق النار والعمل على تقوية مؤسسات الدولة. وقال "أدعو جموع الليبيين والبرلمانيين منهم على الأخص إلى بذل كل الجهود اللازمة لجعل ما دعا إليه اجتماع غدامس من وقف إطلاق النار واقعاً على الأرض، نحن نعي أنه قد لا يكون لكم سلطة مباشرة على الجماعات المسلحة لكن تقوية مؤسسات الدولة ستضمن لكم سلطة معنوية، وتضمن لكم دعم المجتمع الدولي". ووصل بان إلى العاصمة الليبية طرابلس لإجراء محادثات مع الفصائل المتحاربة في البلاد التي تتقاتل من أجل السيطرة والنفوذ، ليصبح أرفع زائر أجنبي يصل طرابلس منذ ثلاثة أشهر. وقال إنه يؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية "حكومة قوية قادرة على وضع القرارات موضع التنفيذ" في بلد تحكمه الميليشيات منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتمكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليبيا برناردينو ليون في 29 سبتمبر من أن يجمع للمرة الأولى نوابا متنافسين في البرلمان وهي البادرة التي وصفتها الاممالمتحدة بانها "خطوة مهمة" باتجاه السلام. وبعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافي تعيش ليبيا حالة من الفوضى. وتعاني ليبيا من وجود حكومتين وبرلمانين منذ سيطرة ميليشيا من مدينة مصراتة على طرابلس في أوت الماضي وإقدامها على تشكيل حكومتها الخاصة وإرغام الحكومة المعترف بها دوليا على الانتقال شرقا. ويتحصن البرلمان المنتخب في طبرق شرقي بنغازي منذ فقدت الحكومة السيطرة على العاصمة طرابلس لصالح جماعة مسلحة من غرب البلاد في أوت. وفي 24 أوت، اعتبر مجلس النواب الليبي قوات فجر ليبيا التي تسيطر على طرابلس العاصمة وجماعة أنصار الشريعة في بنغازي "مجموعتين إرهابيتين"، وقال إنه سيدعم الجيش لمحاربتهما. وقالت الأممالمتحدة في تعليق على حسابها على تويتر إن بان "سيحث الأطراف الليبية على المضي قدما في الحوار السياسي لاستعادة الاستقرار إلى البلاد". من ناحية أخرى، سقط 21 قتيلا وأصيب أكثر من 60 بجروح منذ أمس السبت في مواجهات قبلية غرب طرابلس، وفق ما أعلنت مصادر طبية في المنطقة أمس. وقال شهود إن كتائب الزنتان "على بعد 170 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس"، هاجموا أول أمس مدينة ككلة، التي يساند أهلها ميليشيات فجر ليبيا. كما قتل السبت سبعة عسكريين في الجيش الليبي، وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة خلال اشتباكات متواصلة مع مسلحين في محيط مطار مدينة بنغازي شرق ليبيا. وقال متحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي، إن المواجهات دارت طوال اليوم. وكان يقصد بالمسلحين "مجلس شورى ثوار بنغازي".