يفتتح المخرج الجزائري رشيد بوشارب سلسلة "حوارات في السينما" على هامش الدورة الثامنة لمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي التي تنطلق في ال 24 أكتوبر وتتواصل إلى غاية ال28 من نفس الشهر، وذلك بجلسة عنوانها "حوار مع المخرج رشيد بوشارب". وتقدم الجلسة فرصة نادرة لجمهور المهرجان، لاكتشاف الحياة الشخصية والمسيرة المهنية المتميزة للمخرج والمنتج الجزائري المغترب رشيد بوشارب، والذي يحمل في جعبته ثلاثة ترشيحات للأوسكار عن أفلامه "غبار الحياة" و"أيام المجد" و"خارج عن القانون". وتناقش أيضا سلسلة "حوارات في السينما" التي تكون مفتوحة على الجمهور موضوعات حول حفظ الأفلام وحملات التمويل الجماعي وتقنيات التمثيل وصناعة الأفلام العربية في المهجر والإنتاج العالمية المشتركة، وتسويق الفيلم القصير. ويقوم برنامج "حوارات في السينما" على سلسلة من الحلقات النقاشية التي تقام بشكل سنوي، ويحضرها عدد من محترفي السينما المعتمدين، بالإضافة إلى جمهور المهرجان، وتناقش موضوعات حيوية حول السينما العربية وصناعة الأفلام العالمية، وتشمل محاضرات تخصصية من قبل رواد صناعة السينما وحوارات مع محترفي هذه الصناعة الرئيسيين وكذلك المواهب السينمائية. وتستكمل سلسلة "حوارات في السينما" بجلسة بعنوان "الروح تتوق إلى الوطن.. صناعة الأفلام العربية في المهجر"، وهي استكمال لبرنامج "السينما العربية في المهجر" الذي يقام ضمن فعاليات الدورة الثامنة، وتناقش هذه الجلسة العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية التي أثّرت في قرار هجرة الكثيرين من العرب، وتُعرّف جمهور المهرجان على صانعي الأفلام العربية المتميزين الذين يقيمون في المهجر، من خلال مناقشة المزايا والتحديات التي يواجهونها، وانعكاس وجودهم في المغترب على نوعية أفلامهم والمواضيع التي يقدمونها. من ناحية أخرى، يتميز بوشارب، الذي أخرج أول أفلامه القصيرة عام 1976، وأول أفلامه الطويلة عام 1985، ورغم أنه ولد في باريس عام 1953، فإنه لم ينس أبداً أنه جزائري من العالم العربي، ومسلم من العالم الإسلامي، وإفريقي من القارة السوداء، كما أن هذا الانتماء ذا الأبعاد الثلاثة الذي يعبر عنه في أفلامه يتفاعل مع انتمائه إلى أوروبا وإلى الإنسانية في العالم الذي يعاصره. وربما كان فيلمه "طريق العدو" أكثر أفلامه تعبيرا عن رؤيته للحياة الإنسانية والتاريخ الإنساني على نحو أقرب إلى المطلق الميتافيزيقي، أو ما وراء الواقع، حيث يتوغل في الجذور، ولكن من دون تجريد.