بعد مرور أيام من الهجوم على منزل وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو في محافظة القصرين المحاذية للحدود مع الجزائر، بدأت تظهر ملامح التحقيقات التي تجريها السلطات التونسية، التي أكدت أن مؤامرة الاعتداء جاءت بتنسيق الجماعات المسلحة التي تنشط في جبل الشعانبي، وتنسق عملياتها. فقد أعلن الناطق الرسمي باسم النيابة العمومية سفيان السليتسي أمس، أن الهجوم الذي تعرض له منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو وأدى إلى مقتل 4 من رجال الشرطة المكلفين بحراسته الداخلية نفذته جماعة تنشط ضمن كتيبة ‘'عقبة ابن نافع'' المتواجدة بجبل الشعانبي ولها ارتباط بكتيبة جزائرية تضم تونسيين وجزائريين تسمى ‘'الفتح المبين''، كما أنها مرتبطة بتنظيم القاعدة بالمغرب العربي. ودعا سفيان السليتسي في برنامج بثته إحدى الإذاعات التونسية " كل من يملك معطيات حول الهجوم المسلح إلى الإدلاء بها للنيابة العمومية. كما دعا مختلف مكونات المجتمع المدني من إعلاميين وسياسيين ومواطنين إلى الكف عن الإدلاء بتصريحات عشوائية في المنابر الإعلامية لأسباب أمنية". ويبدو أن الجماعة الإرهابية المسماة "الفتح المبين" تسعى لبعث نشاطاتها من جديد، بعدما تلقت ضربات موجعة من طرف قوات الجيش والأمن بالجزائر، فقد تمكن الجيش الجزائري، من القضاء على المدعو أبو جعفر أمير كتيبة الفتح المبين في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، في منطقة صفصاف الوسرى في ولاية تبسة الحدودية مع دولة تونس الذي يعتبر المسؤول عن عدد من العمليات الإرهابية في ولاية تبسة والمنطقة الحدودية. وستكون هذه المعطيات التي أفرج عنها النائب التونسي سببا جديدا لنشر مزيد من التعزيزات الأمنية والعسكرية عبر الحدود وتشديد المراقبة فيها، خاصة أنها تتزامن مع تأزم الأوضاع في ليبيا، وسعي الجماعات المتطرفة لاستغلال الاضطراب لتنفيذ اعتداءات، خصوصا أن العديد من السوابق أكدت أن تنسيقا يتم بين فروع ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لاسيما في فترات الاستنفار الأمني الكبير مثلما هو الوضع حاليا.