رفع ملك المغرب محمد السادس، من حدة خطابه العدائي تجاه الجزائر، ولم يتوان في استخدام لفظ ''الخصوم والأعداء''، في إشارة واضحة إلى الجزائر في سياق اتهامها بعرقلة خطة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط كصيغة للتسوية بشأن الصحراء الغربية· ودعا محمد السادس إلى التعبئة لصون ''الوحدة الترابية للبلاد''، واتهم في خطاب موجه للشعب المغربي في مناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب أول أمس الجمعة، من وصفهم ''بالخصوم والأعداء''، دون تسميتهم، بالسعي لعرقلة خطة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط كصيغة للتسوية بشأن الصحراء الغربية· وذهب محمد السادس إلى أبعد من ذلك في تأليب المغاربة على الجزائر حينما قال ''كلما ازداد الدعم الدولي لمبادرة الرباط لمنح الحكم الذاتي للمحافظات الصحراوية، المشهود لها من قبل منظمة الأممالمتحدة، بالجدية والمصداقية؛ تمادى خصوم المغرب في مناوراتهم اليائسة لعرقلتها، ونسف ديناميتها الواعدة، بالتسوية النهائية المنشودة، دولياً وجهوياً، لهذا النزاع المفتعل''، ومن المصطلحات العدائية التي استعملها محمد السادس في خطابه التحريضي البعيد عن الأطر الدبلوماسية يذكر ''إن تعنت أعداء الوحدة الترابية للمغرب، لن يزيد البلاد إلا إصراراً على مواصلة التطور الديمقراطي والتنموي'' · والظاهر أن الملك المغربي أراد التغاضي عن رسالة التهنئة ئ التي وجهها له الرئيس بوتفليقة أول أمس الجمعة في ذات المناسبة، والتي عبر فيها بوتفليقة عن أحر التهاني وأكد حرصه على ضم جهوده في سبيل توثيق علاقات الأخوة التي تجمع بلدينا وتوسيعها لتشمل كافة مجالات التعاون الممكنة بما يعود بالخير العميم وبالفائدة المشتركة على شعبينا الشقيقين· ومما لا شك فيه أن الخطاب العدائي المغربي لن يزيد سوى في درجة الفتور على محور الجزائرالرباط المتردي أصلا منذ ما يزيد عن 15 سنة تاريخ إقدام سلطات المخزن على إغلاق الحدود البرية بين الدولتين بعد اتهامها الجزائر بتفجيرات مراكش عام .1994