جدد وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، أمس، اتهاماته للجزائر بالمناورة، وانتهاج خطط سلبية من أجل الحيلولة دون تطور العلاقات بين البلدين، وتبرز هذه التصريحات التي أدلى بها الفاسي بشكل جلي المناورة والازدواجية في التعامل التي تنتهجها المغرب تجاه ملف الصحراء الغربية وفتح الحدود، حيث أنها جاءت بعد أيام قليلة من خطاب العاهل المغربي شديد اللهجة الذي يتهم الجزائر بدعم من أسماهم بأعداء المغرب. بعد أيام قليلة من الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، والذي اتهم فيه الجزائر صراحة بالوقوف وراء» أعداء المملكة المغربية« ، جاءت تصريحات وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري لتؤكد مرة أخرى ازدواجية تعامل نظام المملكة المغربية مع الجزائر وقضية الصحراء الغربية، فقد أبدى الطيب الفاسي أسفه لعدم إحراز أي تطور فيما يخص مسألة فتح الحدود بين الجزائر والمغرب. ولم يكتف رئيس الدبلوماسية المغربية بإبراز ما أسماه بأسفه على العلاقات الجزائرية المغربية، فحسب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما حاول تحميل الجزائر مسؤولية جمود هذه العلاقات قائلا :» مع الأسف، لم تعرف العلاقات المغربية الجزائرية، حتى الآن، أي تقدم، والمغرب يتأسف لهذا الوضع«، كما سعى الفاسي الذي يتواجد في لندن للمشاركة في مؤتمر الاستثمار في المغرب، إلى إعطاء مسألة فتح الحدود بين البلدين بعدا مغاربيا، في إشارة واضحة إلى أن الجزائر تقف وراء عدم استقرار المنطقة، وهي الفكرة التي سبق وأن عبر عنها العاهل المغربي محمد السادس في خطاب سابق، حيث قال الفاسي في هذا الصدد: » المغرب يتأسف لهذا الوضع نظرا لما تتطلع إليه الشعوب الخمسة للمنطقة، وما يتطلع إليه الشعبان المغربي والجزائري بشأن العمل المشترك، ومدى أهمية هذا العمل المشترك«. وصعد وزير خارجية المغرب من لهجته عندما اتهم الجزائر بالمناورة ونهج خطط سلبية تحول دون فتح الحدود بين البلدين، قائلا:» لم نتوصل حتى الآن لأي إشارة من لدن الأشقاء في الجزائر للانخراط في عملية التطبيع أو عملية الاتصال أو في عمليات ثنائية محضة، أو أي إشارة بالنسبة لفتح الحدود البرية بين البلدين، بل بالعكس، فإنهم فضلوا اللجوء إلى المناورات ونهج خطط سلبية تحول دون المضي قدما لإيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل«. وجدير بالذكر في هذا الصدد أن ملك المغرب،كان قد حاول الزج بالجزائر في النزاع بين المغرب و الصحراء الغربية، قائلا: »أما خصوم وحدتنا الترابية ومن يدور في فلكهم، فهم يعلمون أكثر من غيرهم، بأن الصحراء قضية مصيرية للشعب المغربي، حينما يجعلون منها محورا لإستراتيجيتهم العدائية، فإنما يؤكدون أنهم الطرف الحقيقي في هذا النزاع المفتعل، على مشاعر الأخوة المتبادلة بين الشعبين المغربي والجزائري، كما أنهم يرهنون مستقبل العلاقات الثنائية، وتفعيل الاتحاد المغاربي«، كما حاول من جهة أخرى أن يقنع الرأي العام المحلي والدولي أن الجزائر وكل من يناصر القضية الصحراوية يساوم باسم حقوق الإنسان المنتهكة والوضع اللاإنساني للصحراويين بتندوف.