يشتكي مواطنو مختلف بلديات ودوائر ولاية بومرداس من الحالة الكارثية التي تؤول إليها المدن خلال كل فصل شتاء، حيث تغرق في البرك والأوحال مع أول قطرات المطر، فيما يبقى الهاجس الذي يؤرق السكان خلال فصل المطر هو خطر الفيضانات المحدق بهم من كل جهة، حيث تبقى الكثير من المدن والتجمعات السكانية مهددة بفيضان الأودية أو انزلاقات التربة لغياب مخطط مدروس للحماية أو عدم الجدية في تطبيقه. وفي هذا السياق تعاني عديد البلديات من هذا الخطر مع دخول فصل الشتاء، حيث يؤدي غياب البالوعات خصوصا في المدن الكبرى أو انسدادها إلى غرق عدة أحياء وتسرب المياه إلى العمارات. وهو أمر تعاني منه عاصمة الولاية بومرداس فما بالك بالمدن والبلديات الأخرى، حيث حدث العام الفارط أن غرق مقر الولاية في المياه وقبله محطة نقل المسافرين وعدة أحياء وسط المدينة كما تسربت المياه لعدة محلات وسكنات متواجدة بالدور الأول للعمارات أو الطابق تحت الأرضي. كما تعاني التجمعات السكانية الموجودة على ضفاف الأودية من خطر محدق مع حلول فصل الشتاء، وهو حالة بلدية دلس خصوصا الأحياء الموجودة على ضفاف واد تيزة الذي أحدث كارثة قبل سنوات وأغرق المدينة في المياه لغياب آليات حماية حقيقة. وحسب سكان ومسؤولين بدلس فإن فيضانات هذا الوادي وصل خطرها إلى الميناء، حيث باتت الترسبات والأتربة التي يجرفها تحول دون دخول السفن الميناء. هذا الأمر نجده في البلديات المجاورة لواد يسر، حيث يعاني سكان حي "لاسيتي" ببلدية عمال كل سنة من فيضان الوادي. حيث أحدث كوارث في عدة سنوات حين تسربت المياه وغمرت المساكن بالحي، كما تسبب فيضان هذا الوادي وروافده مثل واد أسضفى وواد الكرم في قذع الطريق الوطني رقم 05 في أكثر من مرة. كما يعيش سكان مدينة بودواو وعدة مناطق تابعة لبلدية الخروبة من هاجس فيضان واد بودواو كل سنة، حيث يتسبب في غرق عدة مناطق في الأوحال. من جهة أخرى تعاني عدة بلديات من خطر إنزلاقات التربة فمثلا بلدية أعفير لوحدها أحصت قرابة 29 موقع لانزلاقات التربة، وهو الشيء نفسه تم تسجيله في مختلف البلديات الجبلية. فمثلا بلدية عمال شهدت خلال الأعوام الثلاثة الفارطة عديد الانهيارات على مستوى قرى تيزة وأولاد بن صالح، وهو الشيء ذاته الذي تعرفه قرى عدة في بلدية بني عمران المجاورة. وعن الأسباب التي تقف وراء هذه الظواهر فإن السبب الأول هو غياب مخطط صارم لمواجهة خطر الفيضانات في ولاية بومرداس وإن وجد هذا المخطط فإنه لا يطبق. فكل الأميار يتغنون بالتهيؤ لمواجهة فصل الشتاء عن طريق تنظيف المجاري المائية والشعب، لكن أول قطرات المطر تأتي لتعكس كل هذا الكلام وتكشف زيفه حيث تغرق المدن في الأوحال والبرك المائية. كما أن أغلب قنوات صرف المياه في المدن والقرى تبقى شبه غائبة والموجود منها أغلبه قديم ومهترئ لا يكفي لمواجهة المياه المتدفقة. كما تساهم الحالة الكارثية للطرقات والمسالك في سوء الأوضاع، لجانب الانتشار الكبير للقاذورات والمفرغات الفوضوية التي تجرها المياه وتتنسب في إغلاق قنوات صرف المياه