تعرف قاعات الأعراس بولاية البليدة هذه الايام ارتفاعا محسوسا فى الاسعار وهذا تزامنا مع عودة الامطار بقدوم فصل الشتاء خيث يزداد الطلب عليها بسبب صعودة اقامة الافراح فى البيوت والشوارع، وكانت العادة الاحتفال بتلك المناسبات على سطوح المنازل وإغلاق بعض الشوارع وتنصيب بعض الخيم لجمع الضيوف وإقامة طاولات تقديم العشاء للأقارب والمدعويين. وبقدوم فصل الشتاء اصبح من الصعب إقامة الاعراس بتلك الطرق وأصبح من الضروري كراء قاعات حفلات وهو ما زاد من الطلب على هذه الاخيرة ورفع اسعارها الامر الذي تتذمر منه العائلات التى تحضر لموعد زفاف ابنائها. وفي المقابل تحجج اصحاب قاعات الحفلات بارتفاع الضرائب التى تفرض عليهم وكذا تخريب الكراسي وممتلكات القاعات حيث اصبح حسبهم من الضروري رفع الاسعار لتعويض تلك الخسائر. ومن جانب آخر أصبح كراء قاعات الاعراس يقضي على جو الاعراس المقامة بالبيوت والتى تخلق الشعور بروح العائلة الواحدة، حيث كان المنزل هو المكان الوحيد الذي تقام فيه كل الاحتفالات حتى وإن كان ضيقا يوزع المدعوون بين غرفه أو على أسطح المنازل إن وجدت، حيث يتم تزيينها بالأضواء والأفرشة، ويتوسط المكان كرسي العروس المزين. وقد انتشرت مؤخرا عند المجتمع البليدي ظاهرة كثرة قاعات الأفراح التي أصبحت من شروط الزواج عند بعض العائلات حيث يخصص لها مبلغ يفوق 20 مليون سنتيم في بعض الأحياء، ويمكن أن يتغير السعر حسب نوع الاحتفال سواء كانت حفلة عادية أي مقتصرة على تقديم الشاي فقط أو حفلة متبوعة بتقديم العشاء وتخضع أسعار قاعات الحفلات أيضا حسب خدماتها حيث تكتفي بعض القاعات الأقل سعرا بتقديم خدمة الديسك جوكي فقط بينما هناك قاعات متعددة الخدمات. أثناء جولتنا التي قادتنا إلى بعض قاعات الأفراح بالبليدة لفت انتباهنا كثرتها منها قاعة الورود، كليوباترا، حليل، الوالي وغيرها. فهذه القاعات يفوق سعرها 10 ملايين سنتيم وهذا لتفاني أصحابها في جلب أحسن الديكورات وجعلها كقصور تزف فيها العروس وكأنها ملكة. توجهنا إلى إحدى هذه القاعات للاستفسار فأجابنا مالكها بأن قاعته تفوق 20 مليون سنيتم ولا وجود لأماكن شاغرة حتى السنة المقبلة بسبب كثرة الإقبال على قاعته لأنها تقدم أحسن الخدمات. والغريب أنه رغم ارتفاع قاعات الأفراح إلا أن التوافد عليها أصبح أمر مقلق وهناك أمر لا يختلف عليه اثنان يتعلق بارتفاع تكاليف الزواج في أيامنا هذه إلى درجة أضحى الدخول إلى قفص الزوجية همّا من هموم الشباب، بل ومشكلة اجتماعية لها تداعياتها على المجتمع .