تشهد هذه الفترة من العام حركية كبيرة إذ أن كل العائلات تحيي أفراحها وأعراسها ومن العادات التي أصبحت ترافق طقوس الأعراس إقامة هذه المناسبات في قاعات الأفراح التي أصبح الجزائريون لا يستغنون عنها. مروى رمضاني يظهر تفضيل العائلات الجزائرية جليا من خلال القاعات المحجوزة في وقت مبكر من السنة وبمجرد حلول الصيف يصبح الظفر بقاعة حفلات من أصعب المهام ويعود السبب إلى أن كل القاعات تكون حجزت في وقت سابق، جاءت هذه الطريقة في الاحتفال لتطيح بالعادات والتقاليد الجزائرية حيث كان العرس الجزائري يقام على أسطح المنازل في جو عائلي تطبعه البساطة وعدم التكلف. ورغم الغلاء الذي تعرفه هذه القاعات إلا أن الجزائريون يقبلون على إقامة أفراحهم فيها بل ويتهافتون على الظفر بحجز من أجل ضمان عرس بمستوى الخمس نجوم حيث يتراوح سعر هذه القاعات 70 ألف إلى 160 ألف ويزيد عن هذا المبلغ بكثير إذا اشترطت الفخامة والخدمة العالية، ومن مظاهر الاكتظاظ والإقبال الكبير على كراء قاعات الحفلات أن العرس أصبح عرسين فبسبب عدم تمكن كل من اهل العريس والعروس من الحصول قاعة في نفس اليوم أو في اليوم الموالي أصبحت العروس مثلا تقيم عرسها ثم تنتظر أسبوعا أو أسبوعين أو أكثر حتى يتسنى للعريس إقامة حفلته وأخذها إلى منزله. وعن الأسباب التي تدفع الجزائريين إلى هذا التكلف كما وصفه الكثيرون يمكن عزوها إلى الاكتفاء المالي فيم يرجع آخرون سبب اللجوء إلى هذه القاعات الجاهزة بأنها لا تتطلب متابعة دقيقة من صاحب العرس لأن بها من يقوم بالأشغال وهو ما يخفف من التعب والمسؤولية وبالتالي الاستمتاع بالحفل، بالإضافة إلى المحافظة على نظافة البيت الذي يتأثر بالعرس وحركية المدعوين الذي قد لا يستوعبها البيت خاصة إذا كان ضيقا والعدد كبير. من جانب آخر وعلى النقيض من طريقة التفكير هذه وبالنظر إلى المصاريف الباهظة الذي يتطلبه ذلك ويتم استبداله بإقامة الأفراح على سطوح المنازل في جو عائلي بإحياء عادات وتقاليد الأعراس الجزائرية بالأدوات البسيطة لأنها تقلل المصاريف والنتيجة تبقى مقبولة إلى حد كبير جدا مقارنة بتلك التي تقام بالقاعات.