أوضح الكاتب واسيني الأعرج في افتتاح الملتقى الدولي الأول حول "مسارات تحولات الكتابة الروائية عند واسيني الأعرج" الذي احتضنته جامعة "محمد الأمين دباغين" في سطيف، أن الرواية الجزائرية لا تزال بخير، وأن هناك جيلا جديدا من الكتاب يبذلون جهدا كبيرا في سبيل تطوير والرقي بالرواية الجزائرية، بحكم وجود مجموعة من الروائيين الذين بإمكانهم حمل المشعل. وقال واسيني "فإن كنت أنا من جيل الطاهر وطار وكاتب ياسين وغيرهم، ففي الجيل الحالي كتّاب ومبدعون يشرّفون الرواية الجزائرية، ولهم قيمة وطنية وعربية"، مضيفا أن الجوائز التي يحوز عليها معظم الكتاب ليست دليلا على تمكن الروائي، وإنما هي عبارة عن مصدر سعادة للكاتب وليست دليلا قاطعا على أن كتاباته هي الأجود". وأوضح المتحدث أن الأدب يجب أن ينظر إليه في الزمن وليس في اللحظة الهاربة، ضاربا المثل بالمسرحي الكبير ويليام شكسبير الذي قال إنه بعد قرنين من الزمن جعلت منه أعماله وكتاباته أكبر المسرحيين في العالم. واعتبر واسيني أن هذا الجهد الثقافي الكبير الذي يبذل من طرف الجيل الجديد في سبيل الرقي بالرواية الجزائرية وتطويرها؛ يجب أن يلقى الدعم والمساعدة والمتابعة من طرف السلطات والأطراف المختصة خاصة فيما تعلق بالمساعدة المادية على غرار مسألة النشر. وتحدث الأعرج عمن ساهم في بنائه ككاتب وصقل موهبته، فقال إنه من جيل فرضت عليه اللغة الفرنسية، بحكم أن التدريس كان وفقا للمنهج الاستعماري، وهو دافع جعله يعمل على تعلم اللغة العربية التي تستطيع أن تقوم الممنوع، كما أكد أنه يبذل جهدا مضاعفا لجعل اللغة تستوعب كل شيء. وما زاده إصرارا هو رجاء الجدة الأندلسية، التي أرادت أن يخرج من صلبها من يتعلم لغة الأجداد، وكان لها ذلك مع واسيني الأعرج، الذي كان في طفولته يختلس دروسا في اللغة العربية بجامع صغير بقريته، ومنها كانت الانطلاقة نحو الإبداع، التي جاءت مع استشهاد والده سنة 1954. وكانت أولى رواياته "الطريق الطويل"، التي وجدها صدفة في أشيائه القديمة منذ سنتين، وكانت منبتا لما يسمى بالرواية الوطنية لديه، وأوضح هنا أن لكل كتاباته مرجعين أساسيين هما روايتا "الدون كيشوت" و"ألف ليلة وليلة"، وأعطى أمثلة كبيرة للكتابة، مقرا في الوقت نفسه بأن الناس لا تقرأ. من ناحية أخرى، التقى واسيني خلال هذه التظاهرة التي تدوم ثلاثة أيام، تحت شعار"لنحتفي بالكاتب وما كتب"، بطلبة وأساتذة كلية الآداب واللغات لجامعة "محمد الأمين دباغين" أو "سطيف 2"، حيث قدم قراءات في بعض كتاباته الروائية. كما تطرق إلى قراءات في روايته "الأمير" في جزئها الثاني الذي هو بصدد كتابته، حيث ستكون جاهزة مع نهاية السنة المقبلة. ويهدف هذا اللقاء إلى تقديم قراءات في تحولات الخطاب الروائي عند واسيني الأعرج في محاولة للقبض على العلامات الأساسية في تجسيد وعي الرواية بالمجتمع ووعيها بالتاريخ وبذاتها.