تعهد اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، بالسيطرة على مدينة بنغازي في أسبوعين وعلى العاصمة طرابلس خلال ثلاثة أشهر. وتخوض قوات تابعة لحفتر وأخرى مؤيدة لحكومة، عبد الله الثني، معارك ضد مسلحين إسلاميين سيطروا على مدينة بنغازي والعاصمة طرابلس. وفي مقابلة مع صحيفة كورير ديلاسيرا الإيطالية، قال حفتر إن قواته "بالنسبة لطرابلس، مازلنا في البداية"، مضيفا "نحتاج إلى المزيد من الرجال والعتاد". ومضى قائلا "أمهلت نفسي ثلاثة أشهر، لكن ربما نحتاج وقتا أقل. ليس من الصعب محاربة المتطرفين في ميليشيات فجر ليبيا أو داعش في درنة"، وذلك في إشارة إلى المدينة التي سيطر عليها متشددون على صلة بتنظيم "داعش" الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق. ولكنه أوضح أن "الأولوية هي بنغازي"، مضيفا أن المعركة مع جماعة "أنصار الشريعة" ستأخذ وقتا أطول على الرغم من "أننا نسيطر على 80 في المئة من المدينة". وحض حفتر الغرب على مساعدته، قائلا إن "مصر والإمارات والسعودية أرسلت لنا أسلحة وذخائر، لكن من تكنولوجيا قديمة فقط. لا نسأل الأوروبيين أن يرسلوا قوات برية أو طائرات مقاتلة. سننجح إذا كان لدينا المعدات العسكرية الملائمة." ويريد حفتر أن يعود البرلمان، المؤيد للثني والمعترف به دوليا، إلى مدينة بنغازي على الأقل، إذ يتمركز حاليا في مدينة طبرق على الحدود المصرية. وفي الأثناء، شهدت منطقتا بنينا وسيدي فرج، على تخوم بنغازي، اشتباكات مسلّحة بين قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي"، وجنود عسكريين ومدنيين، تابعين لقوات "اللواء المتقاعد خليفة حفتر"، ما يعني بحسب عسكريين انتقال المعارك إلى خارج بنغازي في الثلاثة أيام الأخيرة. وقامت طائرة حربية بقصف مواقع ل"مجلس شورى ثوار بنغازي"، في محيط منطقة بنينا، في محاولة لإجبار قوات المجلس على التراجع باتّجاه سيدي فرج، واستمرّت الاشتباكات حتى وقتٍ متأخّر من ليلة أول أمس. وأوضح شهود عيان بأنّ القوات التابعة لحفتر، بدأت بعملية انسحاب تدريجي من شوارع بنغازي، بآلياتها العسكرية وتوجّهت نحو منطقة الرجمة، تحسّباً لهجوم مكثف عليها، قد تنفّذه قوات مجلس شورى ثوار بنغازي خلال أيام، وخصوصاً بعد عودة الاشتباكات إلى منطقة بنينا. من ناحية أخرى، شهدت منطقة بلعون والرحبة، اشتباكات مسلّحة وتحليق لطائرة حربية تابعة لحفتر، وذلك بعد تمكّن مفرزة عسكرية من قوات مجلس ثوار بنغازي من استهداف غرفة عمليات مشتركة لقيادة الكتيبتين 204 و21، ما أدى إلى حرقها وتدميرها. كما دارت اشتباكات في شارع فينيسيا، تمكّن خلالها مجلس شورى الثوار، من قتل أربعة جنود من الكتيبة 204 الموالية لحفتر، وأدت الاشتباكات في هذا الشارع إلى سقوط قذيفة على قصر "آل عبدو إسماعيل" وأحدث سقوطها أضرارا مادية. كذلك اندلعت اشتباكات مسلّحة في نطاق وداخل مجمع طالبات جامعة بنغازي، تمكن خلالها مقاتلو مجلس شورى ثوار بنغازي، من تعطيل ثلاث سيارات مسلّحة لقوات حفتر وحرقها، وسقوط عدد من القتلى والجرحى خلال الاشتباكات.