تجددت الاشتباكات صباح أمس في بنغازي بين قوات مجلس شورى بنغازي وجنود الكتيبة 204 دبابات المحسوبة على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وقالت مصادر إن 12 شخصا قتلوا خلال الساعات ال24 الماضية في حوادث إطلاق نار متفرقة في بنغازي. وأضحت تقارير أن مواجهات وصفت بالعنيفة، تجددت في منطقة قاريونس بين قوات مجلس شورى ثوار بنغازي وجنود الكتيبة 204 دبابات. وقالت المصادر إن الاشتباكات تدور حاليا بين الطرفين، وسط تغطية جوية من مروحية تابعة لحفتر. وأكدت التقارير أن عملية إجلاء -وصفت بالتلقائية- بدأت لسكان منطقة قاريونس الواقعة في نطاق الاشتباكات. وذكر مجلس شورى الثوار أنه استهدف قوات حفتر في منطقة بنينا بقذائف الهاون، كما أكدت مصادر محلية أن قوات حفتر نفذت في المقابل غارات جوية. وأعلنت كتيبة الصاعقة المعروفة باسم كتيبة شهداء الزاوية، حالة الاستنفار في صفوفها لمواجهة أي هجمات قد تشنها قوات مجلس شورى ثوار بنغازي. وقال مسؤول بمستشفي بنغازي الطبي إن المستشفى استقبل منذ فجر أول أمس وحتى الساعة الأخيرة من مساء اليوم نفسه 12 جثة لقتلى بينهم عسكري بالجيش الليبي، وذلك إثر إطلاق الرصاص عليهم في حوادث متفرقة بالمدينة. وأوضح المسؤول -الذي طلب عدم كشف هويته- أن "آخر من أحضر إلى المستشفى جثتان إحداها للعسكري عز الدين البرغثي التابع للجيش الليبي والذي تعرض لإطلاق رصاص من قبل مجهولين أودى بحياته في منطقة الليثي هو ورفيقه المدني سند العبدلي". وأشار إلى أن سيارات الإسعاف لم تستطع الوصول إلى المنطقة الغربية لبنغازي التي شهدت اشتباكات، وذلك بسبب تساقط القذائف بشكل عشوائي. وفي الأثناء، وجهت جمعية الهلال الأحمر الليبي نداء، لوقف إطلاق النار في مدينة بنغازي، للسماح بإجلاء الأسر المحاصرة في قتال يدور في الشوارع بين متطرفين وقوات موالية للحكومة يدعمها شبان محليون. وأغلقت البنوك ومكاتب الحكومة والمتاجر أبوابها في ثاني أكبر المدن الليبية في اليوم الثاني من الاشتباكات. وقصفت طائرات حربية مواقع متطرفين مشتبه بهم. وذكر الهلال الأحمر فرع بنغازي في بيان، أنه يحث كل الأطراف على وقف إطلاق النار ولو ساعة واحدة للسماح بإجلاء الأسر من منازلهم. وأضاف في صفحته على موقع "فيسبوك" أنه تلقى عشرات الرسائل من مواطنين يطلبون إجلاء أسرهم. من ناحية أخرى، أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، أن الأزمة التي تمر بها ليبيا قد تستغرق وقتاً طويلاً، وما من مؤشر على حل وشيك لها، فيما تتواصل الاشتباكات من أجل السيطرة على بنغازي. وقال ليون، إن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي يدعمان ويعترفان بالبرلمان الليبي المنتخب، معبراً عن ثقته بقدرة الليبيين على التوصل إلى اتفاق يفضي لإنهاء حالة الانقسام والاعتراف بهذا البرلمان كهيئة شرعية واحدة في البلاد. وأضاف المبعوث الأممي أن تقارير تفيد بأن عناصر تابعين لتنظيم "داعش" بدأوا يتحركون في منطقة الساحل الإفريقي.