مقتل أول من نادى بإسقاط نظام معمر القذافي في بنغازي نشر فيديو يظهر استعراضا عسكريا لميليشيات "تنظيم أنصار الشريعة" المنضوية ضمن مجلس شورى شباب درنة والذي يضم فصائل أخرى. ويأتي هذا في حين أوضحت أنباء أن تنظيم "أنصار الشريعة" أعلن مدينة درنة الليبية "إمارة إسلامية" ودعا إلى تجمّع جماهيري في "ساحة الصحابة" وسط المدينة، لإبلاغ السكان بقرار مبايعته "داعش"، الذي ترافق مع عرض عسكري ل"شرطة الإسلام"، هدفه إظهار الانضباط والسيطرة. وكان سلاح الجو التابع للجيش الليبي، قصف مساء الأحد، أحد مقرات التنظيمات المسلحة في درنة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات الجيش وميليشيات "فجر ليبيا" بمنطقة العزيزية، ومحور سيدي منصور، في بنغازي، ومازالت الاشتباكات مستمرة. ويذكر أن درنة مدينة ساحلية تطل على البحر المتوسط، وهي تعتبر مركزاً لتجنيد المقاتلين الذين شاركوا في حروب في العراق وأفغانستان وسوريا. وفي الأثناء، كشفت مصادر محلية ليبية أن حصيلة القتلى والجرحى بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي بلغت خلال ال24 ساعة الماضية 16 قتيلا، ونحو 15 جريحا من الطرفين. وتقول المصادر إن المواجهات بين الطرفين لا تزال مستمرة في منطقة بنينا وأجزاء من منطقة مرتفعات الرحمة قرب بنغازي. وشهدت المدينة طيلة يوم الأحد تحليقا كثيفا لطائرات حربية تابعة لحفتر. وقد استهدفت مواقع لقوات الثوار، إلا أنها جوبهت بنيران المضادات الأرضية، بينما مازالت قوات مجلس شورى ثوار بنغازي تسيطر حاليا على أجزاء واسعة من منطقة بنينا السكنية وتتهيأ للسيطرة على قاعدة بنينا الجوية التي تتمركز داخلها قوات حفتر. من ناحية أخرى، أعلن في بنغازي عن مقتل أول من نادى بإسقاط نظام القذافي عام 2011. وبحسب شهود عيان فإن عبد السلام السعيطي هو أول من صدح بشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" يوم 17 فبراير2011 أمام محكمة شمال بنغازي، وذلك بحسب ما ذكرته بوابة إفريقيا الإخبارية. وأكدت مصادر العثور على جثة السعيطي أول أمس في منطقة القوارشة بعد يومين من اختطافه على يد مجهولين. وتعاني مدينة بنغازي انفلاتاً أمنيا كبيرا يشمل سلسلة يومية من الاغتيالات لرجال الجيش والشرطة ونشطاء وإعلاميين إضافة لاشتباكات مسلحة بين فصائل متقاتلة لفرض سيطرتها على المدينة. كما تشهد ليبيا منذ بداية العام 2014 صدامات عنيفة استخدمت فيها والأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية، ونتج عنها سقوط المئات من القتلى والجرحى، وبعد عملية اصطفاف حادة برز على السطح عدة رؤوس بينها اتفاق واختلاف، تتقاطع مصالحها في مستوى وتتعارض في مستويات أخرى مما يجعل من إمكانية جمعها حول فكرة تقاسم السلطة التي يطرحها المجتمع الدولي أمرا معقدا جدًا.