أفادت مصادر أمنية مأذونة، بأن وزارة الدفاع الوطني شرعت في تنفيذ مخطط أمني جديد يرتكز على تكثيف طلعات الطائرات العسكرية والمروحيات وطائرات الاستطلاع على مدار ال24 ساعة ونشر قواعد جوية ومراكز عملياتية مؤقتة قريبة من المحاور الساخنة والممرات السرية التي يستخدمها الإرهابيون على الحدود الجنوبية والشرقية عبر منافذ حدودية مع ليبيا وتونس ومالي وموريطانيا. وذكرت مصادر "البلاد" أنّ "مروحيات عسكرية تابعة للجيش الوطني الشعبي باشرت تنفيذ طلعات جوية مركزة لاستكشاف مناطق تماس محددة بالقرب من الحدود الشرقية والجنوبية، بعد ورود معلومات من أجهزة الأمن التونسية والجيش الليبي، عن تحرّك مجموعات مسلحة في المنطقة، أو تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية وشيكة. وتابعت المصادر أن هذه الطلعات الجوية تم إطلاقها بشكل مكثف بعد يومين من زيارة استطلاعية قام بها نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح إلى الناحية العسكرية الثالثة، لاستطلاع الوضع في المراكز الأمنية المتقدمة على الحدود البرية، حيث أعطى تعليمات لتعزيز انتشار جديد للقوات العسكرية في المناطق المحتمل استعمالها من طرف الجماعات الإرهابية وشبكات تهريب السلاح. وقال مصدر مأذون إن المخطط الأمني الجديد الذي وضعته هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي حيز التنفيذ لتشديد المراقبة على التحركات المشبوهة والسيطرة على كل منافذ الحدود المشتركة مع الدول المذكورة خاصة ليبيا ومالي وتونس يتضمن مراقبة جوية للسلسلة الجبلية الممتدة من الجزائر إلى تونس خاصة المرتفعات المقابلة لجبل الشعانبي التونسية وكذا الصحراء الواقعة في غرب مدن ساردالاس وغات في أقصى الجنوب الغربي لليبيا، لمنع تهريب أسلحة مهربة من ثكنات ومعسكرات الجيش الليبي إلى الجزائر، بالإضافة إلى تسلل عناصر إرهابية. وحذرت تقارير أمنية من تهريب كميات من الأسلحة والذخائر التي تم توزيعها في ليبيا، في الأيام الأخيرة، من طرف ميليشيات مسلحة، بالإضافة إلى الأسلحة المسروقة من معسكرات وثكنات القوات المسلحة الليبية التي يعتقد أنها وقعت بين أيدي جهاديين. ويتضمن المخطط الأمني، حسب مصدر عليم، التعامل مع وحدات مسلحة قد تفر نحو الجزائر بأسلحتها، والتعامل مع هجرة جماعية نحو الجزائر رغم أن الحدود معلنة مغلقة بصفة رسمية. وقال مصدر رسمي إن القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي وفي ظل الوضع الملتهب على الحدود تعمل وبصفة دائمة على تنفيذ برنامج تحضير قتالي مكثف وصارم يستدعي إجراء طلعات تدريبية وعملياتية مستمرة ومنفذة ليلا ونهارا"، مقللا في الوقت نفسه من شأن الحوادث الجوية العسكرية التي وقعت مؤخرا، باعتبار أن تنفيذ مخطط من هذا النوع يجعل وقوع تلك الحوادث "أمرا واردا". وأوضح نفس المصدر أنه "تم اعتماد جميع التدابير اللازمة التي تسمح لقواتنا الجوية بأن تتطور وأن تجري التمارين التدريبية والتحضير القتالي في أحسن الظروف الأمنية". وعلى صعيد ذي صلة، دعمت قيادة الدرك الوطني وحداتها العاملة في الشرق وأقصى الجنوب الشرقي بقوات إضافية، نقلت في الأيام الأخيرة، ونشرت قيادة الناحية العسكرية الخامسة والرابعة ما يربو عن 12 ألف جندي ودركي وعنصر دعم لوجيستي وطبي، في الحدود الشرقية والجنوبية المتاخمة لتونس وليبيا ومالي، بالإضافة إلى قوات جوية تابعة للسلك تعمل بالتنسيق مع وحدات القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي على الإقليم لمتابعة التحركات في المسالك الوعرة وعمق الصحراء.