كشفت مصادر عليمة أن قيادة الجيش الوطني الشعبي قد استحدثت خلية مركزية للاتصال الحربي على مستوى القطاع العسكري العملياتي في مدينة جانت بولاية إليزي مهمتها التنسيق الميداني بين جميع الوحدات الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب بالمنطقة وإعداد تقارير ميدانية عن تطورات الوضع في أقصى النقاط الحدودية مع ليبيا. بالموازاة، تحركت تعزيزات عسكرية عبر ولايات الجنوب للقيام بحملة تمشيط واسعة النطاق للممرات الصحراوية والمسالك السرية بحثا عن آثار لسيارات دفع رباعي أو مخابئ يستغلها الإرهابيون في عمليات التنقل عبر الأقاليم القريبة من المناطق العسكرية. وأفاد مصدر عسكري تحدث ل«البلاد" بأن قيادة أركان الجيش قد نقلت قبل يومين أجهزة اتصالات متطورة ورادارات وكاميرات رقمية لإنشاء خلية مركزية جوارية بالقطاع العسكري في جانت قرب الحدود مع ليبيا. ويشرف على الوحدة ضباط سامون برتبة لواء لتفعيل عمل الاتصالات الحربية على مدار الساعة. وكلفت السلطات العسكرية المركزية الوحدة الجديدة بتعزيز التنسيق الميداني ما بين 67 وحدة عسكرية مشتركة ما بين مصالح الأمن المختلفة المختصة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب على الحدود التي تشهد اضطرابا أمنيا بفعل الانفلات الناتج عن استمرار الاقتتال بين الميليشيات الليبية المسلحة. وأمرت وزارة الدفاع الوطني حسب نفس المصادر برفع مستوى التأهب إلى الدرجة القصوى ونشر مزيد من القوات العسكرية الإضافية ووضع كل الإمكانات المادية والبشرية واللوجستيكية وتكثيف الطلعات الجوية لطائرات الاستطلاع لمراقبة الوضع العام على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية. وذكر مصدر أمني واسع الاطلاع بأن عملية التمشيط الكبرى التي أطلقها الجيش منذ يومين تستهدف إحباط أي عملية إرهابية مثلما حذرت منه نشرات أمنية بالمنطقة بعد انقضاء شهر رمضان. وحشدت قيادة الجيش لإنجاح العملية، المئات من الآليات الضخمة ومعدات القتال الثقيلة، وذلك قصد تمشيط مئات الكيلومترات من منافذ العبور السرية والمسالك الصحراوية التي تستغلها الجماعات الإرهابية للتنقل في أدغال الصحراء والمناطق الجنوبية الحدودية. وتشير إفادات أمنية إلى أن الجماعات المسلحة تستغل الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة خلال الشهر الجاري في التنقل عبر الصحراء من أجل تنفيذ عمليات مباغتة ضد قوات الجيش ووحدات الدرك. وكانت "البلاد" قد انفردت قبل أيام بتأكيد استحداث قيادة الجيش الوطني لخلية أزمة لمتابعة الاضطرابات الأمنية المتفاقمة على الحدود مع دولتي تونس وليبيا لمنع تسلل الإرهابيين ومواجهة تسرب محتمل لشحنات أسلحة ثقيلة من بؤر التوتر بفعل رصد تحركات مشبوهة بشكل مكثف على نقاط التماس، خاصة على مستوى ولايات تبسة وسوق أهراس والطارف والوادي وولايات جنوبية. ولوحظ بالمنطقة تحليق مكثف للمروحيات والطائرات العسكرية التابعة للجيش الوطني الشعبي لتأمين المهمات البرية لوحدات التدخل في محيط المراكز الأمنية المتقدمة لوحدات حراسة الحدود.