تعتبر مسألة احتجاز طائرة جزائرية في مطار أجنبي وبأمر من دولة أجنبية سابقة في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال، في حين تكاد تخلو إجراءات الحجز في دول العالم من حادثة مشابهة، حيث يقتصر الحجز عادة على الطائرات التي يشتبه في تهديدها الأمن القومي لدولة ما أو للاشتباه في المواد التي تحملها وأن يكون من بين ركابها مصابين بأمراض وبائية مثل ما حدث في باريس أفريل الماضي حينما حجزت فرنسا طائرة تابعة للخطوط الجوية "اير فرانس" قادمة من إحدى الدول الإفريقية بسبب مخاوف من انتشار داء "الإيبولا" و عدا حادثة مشابهة في صيف 2011 حينما احتجزت ألمانيا طائرة مملوكة لولي العهد التايلاندي إثر قرار تحكيم دولي صدر لصالح تسوية دين بقيمة 30 مليون أورو لشركة تشييد ألمانية مفلسة فإنه يمكن القول إن ما حدث لطائرة البوينغ 737 التابعة لأسطول الجوية الجزائرية يكاد يكون نادر الوجود وعلى الرغم من ذلك فإن التاريخ يسجل للجزائر سجلا ذهبيا في قضايا تحرير الطائرات المحجوزة قصرا من قبل خاطفين على أراضيها، حيث ساهمت على مدار تاريخها من سنة 68 إلى 88 من القرن الماضي في تحرير 5 طائرات أجنبية محتجزة على أراضيها وإنقاذ جميع الركاب واسترجاع أزيد من مليوني دولار قيمة الفديات التي دفعت للجماعات المسلحة، كما حققت مكاسب للقضية الفلسطينية باحتضانها لطائرة محتجزة من قبل فدائيين فلسطينيين أدت إلى تحرير أسرى من السجون الصهيونية. 23 جويلية 1968: احتجاز طائرة لشركة "العال" التابعة لدولة الكيان الصهيوني بعد تحويلها من مطار روما إلى مطار هواري بومدين في عملية فدائية نوعية نفذها مناضلون بالجبهة الشعبية الفلسطينية التزمت فيها الجزائر بضمان عودة الركاب المختطفين سالمين بعد انتهاء عملية حجزهم التي دامت أزيد من 40 يوما وأفضت إلى تحرير أسرى فلسطينيين. 03 جوان 1972: احتجاز طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية من قبل مختطفين في مطار هواري بومدين بعد أن كانت تضمن الرحلة 702 من لوس أنجلس إلى سياتل الأمريكية وطالب الخاطفون بفدية قدرها 500 ألف دولار أمريكي تمكنت الجزائر من مصادرة قيمة الفدية وإعادتها للمسؤولين الأمريكيين. 31 جويلية 1972: احتجاز طائرة أمريكية تابعة لشركة دالتا ايرلينز الأمريكية من قبل مختطفين سود وتحويلها إلى مطار هواري بومدين بعد أن كانت تضمن رحلة داخلية بين ميامي وديترويت وتمكنت الجزائر من مصادرة فدية بقيمة مليون دولار دفعت للمختطفين وإعادتها للحكومة الأمريكية. 3 أكتوبر 1977: حطت بالجزائر العاصمة طائرة من نوع دي سي-8 تابعة لشركة اليابان للطيران التي اختطفت بين باريس وطوكيو من قبل كومندو "الجيش الأحمر" الياباني بعد أن كانت قد تنقلت إلى كل من الكويت ودمشق وفي ختام المفاوضات بين السلطات الجزائرية، وافق الكومندو الإفراج عن الرهائن ال19 الذين احتجزوا على متن الطائرة وتقدمت السفارة اليابانية أنذاك بجزيل الشكر إلى الجزائر في بيان لها. 13 أفريل 1988: احتجاز الطائرة الكويتية "الجابرية" من طراز بوينج 747 التي كانت متوجهة للعاصمة التيلاندية بانكوك في الجزائر بعد المرور على العاصمتين طهران بإيران ونيقوسيا بقبرص، حيث نجح المفاوضون الجزائريون أخيرا في الاتفاق على إطلاق سراح كل الرهائن فى مقابل تمكين سفر الخاطفين إلى دولة أخرى "سوريا.