استاء كثير من المسافرين للطريقة التي تتم بها عملية الحجز بالخطوط الجوية الجزائرية، والتي عادت إلى وضعية من المفروض أن يكون المسافرون قد ودعوها منذ أمد بعيد، حيث يحجزون مقاعد عبر الوكالات المنتشرة في العاصمة، وعندما يصلون إلى المطار ويهرعون إلى الركوب لا يجدون أسماءهم في القائمة، إضافة إلى تنصل مسؤولي الشركة بالمطار من مسؤولياتهم ويتركون المسافرين يضربون أخماسهم في أسداسهم، وهو ما يتعارض مع السياسة العامة للشركة وعلى رأسها المدير عبد الوحيد بوعبد الله الذي كثيرا ما أمر بتسهيل مهمة المواطن بدل تعقيدها. عبر الكثير من المسافرين عن استيائهم لهذه الحالة التي وصلت إليها الخطوط الجوية الجزائرية في وقت يعرف هذا المجال تنافسا شرسا في أوساط المتعاملين، وفي قوت يعرف فيه مطار هواري بومدين حركية غير معهودة للمسافرين، من المغتربين الداخلين إلى الجزائر، أو من الجزائريين المتوجهين إلى الخارج في عطلة، وكان من المفروض أن تسهر الخطوط الجوية للتوفير كل ظروف المواتية للقيام بسفر مريح، سقطت في تعاملات وفي طريقة تسيير لم يعد لها ذكر في وقت التكنولوجيا الحديثة، وقال المسافرون الذين التقيناهم: ''لقد حجزنا أماكن بطريقة عادية كالمعتاد في الوكالات المنتشرة في العاصمة، وقد تهيئنا للسفر وعند وصولنا إلى بهو مطار هواري بومدين الدولي للركوب في الطائرة، فاجئونا بأن لا مكان لنا ولم يتم حجز مقاعد في الطائرة التي من المفروض أن نتقل فيها" وأضاف المسافرون بنيرة حادة: "والأكثر من ذلك أننا قدمنا وصولات الحجز إلا أن المسؤولين أداروا ظهورهم، ولكم يعيرونا أي أهمية، وتركونا هكذا دون أي اهتمام''. وفيما يخص إن كانت هذه العملية تكون قد حصلت سهوا، أكد لنا أحد العاملين بالمطار أنه في كثير من الأحيان ما يسمع شجارا بين العاملين في الموظفين، والمسافرين لهذه الأسباب، مشيرا إلى أنها تصرفات تحدث في الكثير من الأحيان، وليست هذه المرة الأولى، مضيفا كنا نعتقد أن ودعنا هذه الأخطاء في زمن التكنولوجيا، والإعلام الآلي، وكأن شركة الخطوط الجوية الجزائرية عقدت العزم على أن لا تتطور، أو كأن الوكالات التي تمنح الحجوزات للمواطنين ليست تابعة لها! وبالرغم من المجهودات التي يبذلها الرئيس المدير العام وحيد بوعبد الله للشركة من أجل تحديث وعصرنة طريقة تسيير الشركة، إلا انه لا تزال بعض التصرفات اللامسؤولة من طرف بعض الموظفين، تعرقل المجهدات التي تبذل في الميدان، وكان بوعبد الله قد أكد في الكثير من المناسبات أن ماض في سياسته من أجل عصرنة الخطوط، وجعلها في مصاف الخطوط الجوية العالمية، سواء من حيث التسيير، أو التأخرات المتكررة للمواقيت الطائرات، والتي كانت تشكل الهاجس الأكبر للمسؤولين، إلا أنه يسير في طريق الحل بعهد أن تقرر شراء 11 طائلرة إضافية لتغطية العجز، حيث عقدت الشركة عقودا مع شركة بوينغ الأمريكية ومجموعة اي.تي.ار الفرنسية – الايطالية لصناعة الطائرات، لشراء سبع طائرات بوينغ 737 وأربع طائرات ار.تي.ار، بمبلغ إجمالي يفوق 600 مليون دولار، إلا أنه يكون لهذه المجهودات أي جدوى ما لم تضرب بيد من حديد لمحاربة هذه الظواهر. للإشارة فقد حاولنا الاتصال مرارا وتكرار بالمكلف بالإعلام على مستوى الخطوط الجوية الجزائرية إلا أنه لم يتسن لنا ذلك.