اشتهر القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، الذي اتهم الحزب أمس، إسرائيل باغتياله في دمشق، بقيادة وتنفيذ عدد من العمليات "ضد مصالح غربية وأمريكية" أبرزها عمليتا اختطاف طائرتين انتهى بهما المطاف إلى مطار الجزائر الدولي "هواري بومدين". حيث قاد عماد مغنية بنفسه مفاوضات شاقة مع السلطات الجزائرية لإيجاد مخرج للأزمة للوصول إلى إطلاق سراح المختطفين وإيجاد مخرج للخاطفين، الأولى سنة 1985 وقتل خلالها الخاطفون أحد ضباط البحرية الأمريكية والثانية العام 1988، حيث اختطف عماد مغنية ورفاقه الطائرة الكويتية "الجابرية" ولازالت الذاكرة تحتفظ بالاتصالات العديدة التي قادها وزير الداخلية الأسبق الهادي لخذيري لإنهاء الأزمة، لكن نقاط ظل عديدة لازالت تلف الحادثتين، ويعتقد أن مقتل عماد مغنية سيدفن معه كثيرا من الأسرار المرتبطة بهما.. حادثة الاختطاف الأولى التي كان مطار الجزائر على موعد معها استهدفت العام 1985 طائرة لشركة "تي دبليو" التي كان من المقرر أن تقوم برحلة من أثينا إلى روما. وتلخصت مطالب المختطفين بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين في إسرائيل وشجب عالمي لتدخل إسرائيل واحتلالها للجنوب اللبناني، وتوقفت الطائرة المختطفة في مطار الجزائر العاصمة قادمة من بيروت وانتهت إلى إطلاق سراح 20 مسافرا وتوجهت الطائرة بعدها إلى بيروت مرة أخرى لتقلع من جديد إلى الجزائر في 15 جوان 1985، حيث تم إطلاق سراح 65 مسافرا آخر وغادر المختطفون بدورهم الجزائر. ومنذ ذلك الوقت رصدت المخابرات الأمريكية جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة من أهم المطلوبين من 22 اسما وزعتها الولاياتالمتحدة. أما الحادثة الثانية وهي الأكثر إثارة وغموضا، فهي التي اختطفت فيها الطائرة الكويتية الجابرية من نوع "بوينغ 747 جامبو" عقب إقلاعها من مطار "بانكوك" في تايلاند في رحلة اعتيادية إلى الكويت لتنتهي الرحلة في مطار "هواري بومدين" في الجزائر، وكان الهدف من اختطاف الطائرة إرغام الحكومة الكويتية على إطلاق سراح عدد من المساجين اللبنانيين شاركوا في تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت يطلق على مجموعتهم "الدعوة 17" على رأسهم اللبناني الياس مصعب، وكان من ضمن الركاب أفرادا من الأسرة الحاكمة الكويتية وضباط سامين في الأمن الكويتي، وحطت الطائرة أولا بمطار مشهد بإيران قبل أن تحط في الجزائر بعد أن منعت من الهبوط على مطار بيروت، وطلب الخاطفون أن يتم تسجيل شريط فيديو للسجين اللبناني بالكويت "الياس صعب" ليتأكدوا من سلامته وأنه بخير، وهو ما تم وجاء ضباط كويتيون سامون بالشريط إلى الجزائر، وبعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، أمام إصرار "مغنية" ورفاقه على طلبهم وإصرار الحكومة الكويتية على رفضها، قدم العقيد الليبي معمر القذافي بمبادرة لإطلاق سراح الركاب والخاطفين معا وعدم تسليمهم للكويت كحل وسط، لكن هذا الحل رفض. وجيء بعدها بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى مطار هواري بومدين للتوسط في الأزمة، وكان عرفات يعرف "مغنية"، لأنه في أواخر السبعينيات كان ضابطا في "القوة 17" التابعة لحركة فتح والتي تتولى مسؤولية الحماية الشخصية لياسر عرفات وكبار القادة الفلسطينيين، وكان الحل الذي اقترحه عرفات يقضي بإطلاق جميع الركاب، وتوفير طائرة خاصة لهم تقلع بالخاطفين لجهة غير معلومة. وصادق على هذا الاتفاق المكتوب ممثل عن الحكومة الجزائرية وليبيا ومنظمة فتح ممثلة برئيسها، كما وافقت الكويت عليه، ودخل رجال الأمن الكويتي والجزائري للطائرة لإعلان انتهاء الأزمة. عبد النور بوخمخم